الفصل السابع

382 14 0
                                    

 رقصة الأفعى

الحصاد ليس فقط حصادًا للثمار من على أشجارها بل هو حتى حصاد للمجهود والحب الذي نزرعه..

ازرع حب تجني حب وازرع كراهية ستجني محصول كامل من الأفاعي..

- مبارك أستاذ عاصم من اليوم أنت رسميًا طالب في المدرسة الابتدائية وستذهب عند بداية الدراسة يوميًا مع مهند وستعود معه..

لم يكن يشغل بالها سوى عاصم ومستقبله وتأمينه وتعليمه.. يجب أن يكون هناك ثمن وها هي تجني الثمن.. من فرحته ومن نظرة عينيه..

وسألها بأمل ولهفة.. - حقًا سأذهب للمدرسة ؟؟ كنت أعتقد أني لن أفعل..

وضمته بحنان.. - ستذهب وستكمل تعليمك منذر لن يتركك أبدًا أو يتخلى عنا..

وسمعهما منذر الذي كان يراقبهما وخفق قلبه بعنف.. الحمد لله.. استطاع الوفاء بوعده لها.. لم يعترض مدير المدرسة على إلحاق عاصم مبدئيًا حتى يسوي أموره وعاد طيرانًا ليخبر ربى التي من فورها ركضت بكل جهدها لتخبر عاصم..

الأشياء البسيطة تسعدهما لأقصى درجة.. طفلين حقًا بل وطفلين أنقياء لا حقد ولا غل ولا كراهية بداخلهما..

وأعطته الدفاتر التي أشتراها له منذر والكتب المدرسية التي استلمها له لكنها احتفظت بدفتر وقلم..  - أحتاج لهذا الدفتر..

وسألها عاصم بفضول.. - هل ستعودين أنت أيضًا للدراسة ؟؟

- لا حبيبي.. أنا انتهيت من الدراسة لكن أحيانًا أرغب في كتابة بعض الأشياء كمقدار حبي لك مثلًا..

وهز عاصم رأسه بفرح.. وأشار بسعادة لشخص ما من خلفها..

والتفتت لتصدم برؤية منذر يراقبهما وتعلق عاصم برقبته بامتنان بالغ وطبع قبله على خده ثم ركض لغرفته ليرتب أغراضه الجديدة..  مشهد عاصم وهو يتعلق برقبة منذر خلع قلبها فانسحبت بصمت.. كانت لديها رغبة عارمة في كتابة مشاعرها.. المشاعر إن لم تخرج على هيئة كلام فلتخرج على هيئة كتابة..

حبي لك يكفيني حتى ولو كنت أراك مع غيري.. يكفي أنك ستحميني وسأعيش في ظلك حتى ولو على الهامش..

وكتبت كل ما تشعر به دون خوف.. هذا الدفتر هو سرها الوحيد وستخفيه عن كل العالم.. ما الفارق بين أن تخفي أسرارها في قلبها وأن تخفيها على الورق..

وحبست نفسها في الغرفة طوال اليوم حتى رفضت الطعام بإصرار.. غذاء روحها أهم.. ستكتب حتى تنتهي ورقات الدفتر عن آخرها.. الكتابة تريحها من آلامها فما تعجز عن قوله تكتبه وخاصة بعدما علمت أن برلنتي قادمة للزيارة غدًا.. لكن بوجود فوزية في الجوار لن تخرج من غرفتها حتى تغادر.. لن يكون منذر قاسي القلب لهذه الدرجة ويجبرها على خدمتها.. وظلت تكتب حتى غلبها النوم..

واستيقظت لتجد فراشها في مكان غريب مظلم به رائحة رطوبة وعفونة فاختنقت وشعرت بألم في صدرها وحاولت التنفس لكنها عجزت..

ورقة التينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن