عشق الروح
العشق مراتب ومنازل اسماها هذا الذي يكون مجردًا من أي غرض.. الحب لأجل الحب فقط.. الحب من أجل الحماية والتدليل.. عشق الروح حالة لا يصل إليها إلا القلة الذين اكتووا بالحب الحقيقي وعلم عليهم.. الذين اختبروا مرارة الفقد أو اقتربوا منه..
كاد يتقيأ في الغرفة من منظرها المقرف.. كانت أشبه بهيكل عظمي مخيف مقرف لا جمال ولا روح ولا إثارة ولا أي شيء.. وجمجمتها فقدت نصف شعرها لينمو ويصبح مثل الشوك ولم يعد الشعر الناري الذي أفقده صوابه .. كلها أصبحت هزيلة نتنة .. مجرد كومة عظام متكومة على فراش ويخرج منها خراطيم من كل مكان والغرفة معبقة برائحة المطهرات والأدوية.. على ماذا يكاد يقتل نفسه هذا الاحمق ؟؟ لو هو في مكانه لكان ألقاها في الشارع منذ اللحظة الأولى لا حارب لأجلها بضراوة ستفقده حياته..
وكرر بقرف أكبر.. - سأتقيأ.. لو كنت مكانك لكنت ألقيتها للكلاب منذ زمن.. سأرحل الآن واشبع بها تلك العفنة المثيرة للغثيان وتعفن معها للأبد.. أنت حتى لا تستحق القتل.. القتل رحمة بك سأتركك لترى تلك المقرفة التي تتبرز على نفسها كل يوم..
ماذا يقول هذا اللعين ؟؟
حقًا لا يعلم أيهما أشد ألمًا وتمزيقا لأحشائه اقتحام حيوان لغرفة زوجته طمعًا فيها أم تعليقه الحيواني على حالتها ؟؟
في الحالتين ألمًا ينغز صدره أحدهم يضربه في رجولته والآخر يضربه في قلبه..
لا تصدقيه حبيبتي أنتِ أجمل فتاة في الكون..
سيحميها ليس فقط من الأذى الجسدي لكن حتى من الأذى النفسي.. سيحملها على كفي الراحة للأبد مدللة سعيدة راضية.. هذا واجبه وهذا ما أقسم عليه.. من رحمة الله علينا أنه يراك هكذا لكن أراك ملكة جمال الكون لا توجد فتاة في جمالك ولن تكون كان يريد الركض لسد أذنيها كي لا تستمع لكن الغضب الذي أحدثه حديثه القذر جعله يفور وينطلق أدرنالين الغضب في عروقه ليجعل منه خارًقا غير قابل للهزيمة.. ورغمًا عن كل الرجال المحيطين به انطلق كالمدفع ليتعلق في رقبة الحيوان يزيد ويضغط عليها بكل قوته حتى جحظت عيناه وهو يقول بهستيرية.. - أنت هو القذر اللعين..
وهوى أحد الرجال بسلاحه على مؤخرة رأس منذر فاختل توازنه من شدة الضربة وسقط أرضًا يصرخ قائلًا.. - سأنزع أعينكم من أماكنها..
وفجأة ومن حيث لا يدري هجم چوچو على يزيد وضربه بمنقاره بكل قوته في عينه التي انفجرت وسالت منها دماء غزيرة وأصبح يصرخ بهستيرية هو الآخر وانقلب الموقف من النقيض للنقيض وارتبك الرجال مع صرخات يزيد وتشتت انتباههم حينما حاولوا مطاردة چوچو الذي خرج من الغرفة ليطير في العراء صارخًا.. " لصوص مواشي"..
سبحان مغير الأحوال من حال لحال.. من لحظات كان غندور يقرأ الشهادتين ويتحسر على حريم المنزل الذين سيتم انتهاكهما من بعدهما " زوجته وزوجة منذر" ولم يكن يدعي سوى بالستر وفي اللحظة التي تليها لم يعد هناك عصبة فأحد الرجال خر أرضًا يولول على عينه التي فقئت وتصفت وخرج اثنان بسرعة الصاروخ يطاردان الطائر الذي كان يصرخ بطريقة ستفضحهم.. لقد حملوهما هو ومنذر ليقتلوهما في الداخل بعد إذلالهما والآن كانت تلك غلطة عمرهم..
أنت تقرأ
ورقة التين
Romanceالقيمة الحقيقية للإنسان هو من يصنعها بنفسه لا تلك التي يرثها مع مقتنياته البالية والتمسك بالأرستقراطية الزائفة حجة البليد الذي يعيش على أطلال الماضي.. في كل لحظة كان يردد فيها والدي كلام جدي المكرر الباهت عن أصولنا التركية والألقاب التي كانت لنا في...