الخامس عشر

291 10 1
                                    

أحلى من العسل

الحياة قد تكون أحلى من العسل للبعض وقد تكون أمر من العلقم عند البعض الآخر، وهذا يتوقف على مقدار الرضا الداخلي واستشعار نعم الله في كل ما يحيط بنا فهناك دائمًا نعم خفية فحتى النفس الذي نتنفسه نعمة .. " وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا "،

فهنيئًا لشارب العسل على صبره وحمده..

الشك دائمًا يكون له سبب وجيه وفي حالتها كان له مئات الأسباب لتتراجع لكنها تجاهلتها لأنها تجلس في سيارته الفارهة وكأنها سيدة مدللة كما تمنت دائمًا ليصطحبها لبيت المغتربات الذي خالف فكرتها عن بيوت المغتربات التقليدية التي كانت تراها في بنها .. لم يكن بناية متهالكة ولها مديرة تجلس في الأسفل لتأمر وتنهي وتفرض شروطًا صارمة على بنات البيت تتعلق بالخروج وبالملابس بل كان مجرد شقة في بناية فاخرة في أحد المجمعات السكنية عالية الفخامة والترف شهيرة الاسم ولها دعاية متواصلة على شاشة التلفازكمسكن ل " الصفوة وعلية القوم" .. ستنعم بالفخامة ومجانًا فهو لم يطلب منها قرشًا واحدًا بل وعدها بغرفة مستقلة تقيم فيها كيف تشاء حتى تدبر أمورها وتجد عمل مع وعد بالتوصية لها عند بعض زملائه من رجال الأعمال وعلى حسب قوله " أنا مدير أعمال فنانة شهيرة لا استطيع ذكر اسمها " ياله من حظ ناري أن تقع فيه بسهولة كانت مصية ومحقة وهذا يغطي على أي شك ينتابها .. أنا لا أريد توصية عند رجال أعمال أنا أريد أن أصبح فنانة مثلها لكنها لن تطلب كل شيء دفعة واحدة فلتصبر حتى الصباح على الأقل ثم تبدأ في التدلل عليه .. أما الصالون حيث تجلس فحكاية بمفرده، فهو يحتوي على ما لذ وطاب من مأكولات وحلويات غريبة الشكل والمنظر .. بل وتوجد خادمة أسيوية ترتدي المئزر الأبيض حول وسطها وفستان أسود قصير تقوم بالخدمة عن طيب خاطر وبابتسامة تشعرك وكأنك صاحب الكان لا مجرد ضيف .. وكأنها في حلم وليس في حقيقة ..

هل تتحقق الأحلام سريعًا هكذا ..؟؟ هل حياتها ستكون أحلى من العسل بدءً من اليوم ؟؟

- اعتني ببرلنتي جيدًا سيدة تماضر فهي ضيفة عزيزة لي ..

كان مشهور يحدث تلك السيدة التي قدمها لها على أنها مديرة " بيت المغتربات " وكانت السيدة ترمقها بنظرات مريبة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها لكن التعب والبرد كان قد بلغا أشدهما معًا فابتلعت الشيكولاتة الساخنة التي قدمتها لها الخادمة مع قطع الجاتوعلى ثلاث دفعات غير عابئة بحرارتها لتدفع الدفء في عروقها الذي ربما كان سببه " الخوف " لا البرد وقاومت الدوار الذي احتلها لكنها فشلت في الصمود طويلًا وغرقت في سبات عميق كان بداية لسقوطها الحقيقي في مستنقع الرذيلة..

وتساءلت تماضر بامتعاض ..- أين وجدتها ؟؟ يبدو أنها من الأرياف ولا تليق بزبائننا..

- معكِ كل الحق تماضر لكنها أيضًا عذراء وأنا أكيد من هذا وهذا له ثمن كبير ويغطي على مظهرها المقرف.. هيا للعمل فالمخدر لن يدوم طويلًا..

ورقة التينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن