قلب يابس
" جئتك طفلة حقًا لكني كبرت هنا وعلمت ما ينتظرني كبالغة .. عالم الأطفال يختلف عن عالم البالغين حتى ولو كنت مشردة فيه ومهددة بالاغتصاب .. هنا تبدل قلبي من قلب أخضر لقلب يابس " ..
الصدمة الحقيقية تأتي حينما نكتشف أنفسنا .. مبادئنا ثابتة طالما لم تختبر ..
كان يظن أنه صاحب مبادئ حتى اكتشف حقيقته .. مبادئه متلونة ومتغيرة طبقًا للظروف وطبقا لمزاجه وكم ذبحه هذا .. حتى وأنت ميت يا هارون الزفت تخرج أسوء ما في .. كان يلعن نفسه ويلعن اليوم الذي رآها فيها فدموعها كانت أكبر من احتماله حقًا .. لكن الحياة لا تسألنا عن الخطوة القادمة ولا تستشيرنا فيما ستقدمه لنا من مصائب أو نفحات .. ضميره أحيانًا يؤنبه لقسوته معها لكن كلما تذكر ما فعله هارون لا يستطيع التجاهل وفقط العيش بسلام كما يريد .. هارون فقط لم يقتل والدته بل قتل طفولته وطفولة مهند وحرمهما من الحياة ..
الأم هي الحياة مهما أن كان عمرك .. لن يحاسبه على أحلامه التي بددها فهو استطاع بناء أحلام غيرها وتحقيقها ولا حتى على الإهانة التي لن ينساها طول العمر لكنه تسبب في حرمانهم من أغلى كائن في الوجود وحرق قلوبهم أحياءً وكأنه مستذئب يقتات على القلوب البشرية ..
ربما ليس ذنبها ما فعله والدها لكنها تحمل دمائه وكتب عليها دفع الثمن حتى ولو كانت بريئة ولا يظن أن أي شخص يحمل تلك الدماء سيكون بريئًا .. هذه هي العدالة من وجهة نظره حتى لا يفقد إيمانه .. على أحدهم دفع الثمن ..
وأوصلها حتى باب المنزل وانطلق بالسيارة .. كان بحاجة للخلوة للبقاء وحيدًا ..
وتوقف أمام الترعة الكبيرة ليستعيد توازنه ..
لكنه سمع صوت حمدون يأتي من خلفه .. أوف أريد البقاء وحيدًا .. لكن حمدون لم يمنحه الفرصة وقال بترحاب ..- يا هلا يا أبو العزم .. عيدكم مبارك ..
واستدار ليرد عليه تحيته .. ربما تكون تصرفاته مقصودة وربما لا لكن حمدون حينما علق قائلًا ..- ما هذه الأناقة؟؟ ملابسك تغيرت كثيرًا هذه الأيام .. ماذا حدث لك؟
انتبه لأنه يتبدل بسرعة البرق .. وكأنه عمل له عمل سفلي قوي يبدله بقوة لا إرادية..
اللعنة عليك حمدون شاكر .. تذكرني بما صرت عليه .. لا أنا ما زلت نفس الشخص وأمامي نفس الهدف الملابس لم تغيرني ولن أجري وراء مظاهر كاذبة.. فتهف بصرامة استنزفت كل حواسه ..- كنت أريد محادثتك هاتفيًا سيد حمدون لكن بما أنك هنا فأطلب منك الإذن للحضور لمنزلكم يوم الخميس القادم لطلب يد ابنتك ..
أنت تقرأ
ورقة التين
Romanceالقيمة الحقيقية للإنسان هو من يصنعها بنفسه لا تلك التي يرثها مع مقتنياته البالية والتمسك بالأرستقراطية الزائفة حجة البليد الذي يعيش على أطلال الماضي.. في كل لحظة كان يردد فيها والدي كلام جدي المكرر الباهت عن أصولنا التركية والألقاب التي كانت لنا في...