. وعسى أن تكرهوا شيئًا
الموت نهاية حياة وبداية حياة أخرى إما في النعيم أو في الجحيم ..
حينما تواجه الموت المؤكد يتبخر كل شيء حتى الخوف من الموت نفسه وتتبقى فكرة واحدة فقط في رأسك وهي مدى استعدادك للقاء خالقك.. هل أنت مستعد فعلًا لهذا ؟ ما هو رصيدك من الطاعات ؟؟
هل صلاتك على وقتها والحرص على عدم ظلم العباد يكفيان لتكون مستعدًا ؟؟ هل الحرص على عدم أكل حقوق الغير وحفظ لسانك عن الغيبة والنميمة والخوض في الأعراض يشفعان لك؟؟ متى تقول حقًا أنا مستعد للموت الآن ؟؟
هل سيقولها أحدهم أبدًا ؟؟
لم يحاول حتى محاولة الفرار وتخشب.. مصيره لا يهمه بقدر خوفه من أن يكون غير مستعد للقاء خالقه بعد وخوفه على ربى من بعده..
كانت لحظة واحدة فقط تفصله عن الموت واختار أن يحمد الله فيها.. فلتكن آخر أفعاله
" الحمد ".. سيحمد الله على أنه لم يكن جبانًا أو رعديدًا ولم يكن منافقًا وعاش مستورًا راغبًا في إرضاء الله وسيموت مستورًا شجاعًا مدافعًا عن أرضه وليمن الله عليه بلقب " شهيد " حتى أنه لم يغلق عينيه وانتظر الموت..
لكن أيضًا هناك لحظة واحدة فارقة تتبدل فيها الأقدار بمشيئة الخالق عز وجل.. وقد يكون صنيعًا صغيرًا تفعله خالصًا لوجه الله في يومٍ من الأيام يكون مردوده " يحفظك الرحمن بحفظه وبعينه التي لا تنام ".. فمن حيث لا يعلم ظهر إيجي سباركي وطار في الهواء ليهجم على حامل السلاح ويقبض بأسنانه بكل قوته على كفه فيصرخ من الألم وتغير الرصاصة مسارها لتصيب كتفه بدلًا من قلبه..
حقًا لقد اختبر سابقًا كل أنواع الألم وكان يفتخر أن قوة تحمله قدت من فولاذ لكن الألم هذه المرة فاق الاحتمال.. صاروخ من نار اخترق كتفه وأشعل كل جسده بالألم الذي جعل قلبه على وشك التوقف من شدته لكن تفكيره انصرف عن الألم بخوفه على إيجي سباركي من المعتدي الأثيم فإيجي سباركي كان يغرز أسنانه في كفه وهم المعتدي بتخليص نفسه وربما يطلق عليه هو النار قبل أن يعود له.. وصرخ بآخر قوة لديه وهو يخر أرضًا " إيجي سباركي اهرب "
لكن إيجي سباركي لم يهرب وواصل هجومه على المعتدي الذي اضطر لإفلات البندقية من يده من شدة الألم وترك إيجي سباركي كفه للحظة واحدة كانت كافية ليعيد المعتدي التقاط السلاح لكن إيجي سباركي هذه المرة لم يكن ينوي إعادة الكرة بل هجم على رقبته محاولًا غرز أنيابه فيها وكانت الحرب الدائرة بين إيجي سباركي والمعتدي هي آخر صورة مهزوزة استطاع رؤيتها وحاول تحذير إيجي سباركي مجددًا لكنه لم يستطيع وخارت قواه وبدأ يشعر ببرودة قاتلة وتحول نزيف كتفه لبركة داكنة من حوله وفقد الوعي بعدما تحولت الغيمة التي تقترب من عينه لحجم هائل غشى عقله بالكامل..
أنت تقرأ
ورقة التين
Romanceالقيمة الحقيقية للإنسان هو من يصنعها بنفسه لا تلك التي يرثها مع مقتنياته البالية والتمسك بالأرستقراطية الزائفة حجة البليد الذي يعيش على أطلال الماضي.. في كل لحظة كان يردد فيها والدي كلام جدي المكرر الباهت عن أصولنا التركية والألقاب التي كانت لنا في...