للتقوى عطر
حينما أقسم كان يعني قسمه بكل ما يشمله من عواقب لكن لم يكن يدرك حجم العذاب الذي سوف يقاسيه حينما تصبح زوجته ولا يستطيع لمسها.. عذاب لا يتخيله بشر ونار تسري في عروقه واثارة مستمرة لا تهدأ وعليه محاربة كل هذا والصبر وهو يعلم أنها على بعد خطوتين منه وفي خلوة لكن الله شاهدًا فكيف سيخون القسم ؟؟
حقًا لم يكن ينوي استعجالها لكن الوضع تأزم لدرجة كبيرة فالمحامي مازال عند رأيه بضرورة تقديم زواج حقيقي والأثاث الجديد جعله يصل لحافة النشوة القصوى فلا يستطيع التراجع ولا يستطيع التقدم والحمقاء تقتحم غرفته ببراءتها وجمالها الفتاك بكل بساطة هكذا بل وتلمسه وتقترب منه حد الجنون لذلك وجب عليه الحسم لسلامة عقله.. - هل ترغبين بي زوجًا يا ربى أم لا عليكِ الإجابة الآن فورًا أو الأفضل دعينا نتحدث في الخارج أنا لا أحتمل..
كانت حقًا لا تفهم حديثه عن عدم الاحتمال لكنها لم تتوقف للتفكير فالإلحاح في صوته واضحًا ويريد منها قرارًا حاسمًا وربما سيكون كارثيًا على كل من تحب لو طاوعت مشاعرها وقلبها المشتاق.. ليت الإجابة بهذه البساطة يا منذر بالتأكيد أرغب وأرغب في الحياة هنا لآخر الكون لكن هناك مجرم طليق وقد يسبب هذه لكم المزيد من الأذى.. كحبيبة أرغب بكل جوارحي قضاء عمري في حضنك لكن كربى التي تفكر بعقلها يجب عليها الابتعاد لأجلكم فقط..
الاختيار أصعب ما يكون فهل هناك مقارنة بين الجنة وجهنم لكن!! وهتفت بتردد وهي مازالت تتمسك به.. - لكن..
وهنا لم يسمح لها بتكملة حديثها .. طفح الكيل حتى غرق فيه لأذنيه.. عقد القران يمنحه بعض الامتيازات وسيمتاز بها الآن.. لمسها مباحًا حتى شفتيها مباحة كله مباحًا عدا الدخول بها لذلك جذبها لحضنه بعنف قائلًا بشغف.. - ربما يساعدكِ هذا على حسم أمركِ..
وفي لحظات كانت بين ذراعيه بكل تفاصيلها وتضاريسها لتستعيد ذكرى حلمها الرائع أو الحقيقة التي يؤكد ها هو لكن هذه المرة وهي بكامل وعيها وإدراكها..
قربه منها؛ أنفاسه الحارة على وجهها؛ شغفه الواضح ولهفته حتى عنف قبلته التي أربكتها في البداية لكن مع الوقت آلفتها واستجابت لها بصورة جعلته أكثر إلحاحًا حتى أنه حملها بين ذراعيه لكن فجأة عاد إليه تعقله وأنزلها أرضًا بلطف وترك الغرفة ركضًا وكأن جيوش الأرض كلها تطارده..
**
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
الضوضاء البسيطة في الخارج بالقرب من نافذته أيقظته قلقًا.. هل عاود الأنذال الهجوم ؟؟
ونظر وقلبه يخفق بعنف من نافذته في الخفاء واطمئن قلبه حينما تأكد من أن صاحب الضوضاء هو منذر بنفسه.. ماذا يفعل في الخارج في هذا الوقت وبعد إرهاق يوم كيوم أمس؟؟ لماذا ليس في فراشه مثل الجميع ؟؟ يتبقى بضع ساعات على الفجر فلماذا التبكير هذا اليوم بالخصوص الذي أولى فيه الراحة وبزيادة؟؟
أنت تقرأ
ورقة التين
Romanceالقيمة الحقيقية للإنسان هو من يصنعها بنفسه لا تلك التي يرثها مع مقتنياته البالية والتمسك بالأرستقراطية الزائفة حجة البليد الذي يعيش على أطلال الماضي.. في كل لحظة كان يردد فيها والدي كلام جدي المكرر الباهت عن أصولنا التركية والألقاب التي كانت لنا في...