"لا بأس في أخطاؤك الأولى، إنما البأس أن تعيد نفس الخطأ في انتظار نتائج مختلفة"
**********
تخطو وكل خطوة اسوء مما سبقتها، تتثاقل الهموم بصدرها وتضيق وكأن المفر أمر معقود لا حلول له.
خلال الأسبوع الذي قضته غالية بمنزل الجيزاوي بعد أخر لقاء بينها وبين والدها، اعتزلت عالمها بتلك الغرفة التي لا تنتمي لأي جزء منها؛ لكنها تحفظها بعيدًا عن ثرثرة العالم.
فكرت كثيرًا في حالها وفي حال ذلك الشخص الغريب الذي من المفترض أن يُسمى "زوجها"، والذي حاول جاهدًا بكل الطرق مساعدتها وحمايتها وكان بالفعل على قدر من المسؤولية الكافي.
لكن ما ذنبه بجبروت والدها وقسوته؟ ما ذنبه أن يعيش بمنزل مع فتاة تُسمى زوجته أمام العالم وهو لا يعيش أي تفصيلة من الحياة الزوجية وقد أحتُسبت عليه إسم فقط.
أخذت قرارها بعد معارك ضارية خاضتها بالخفاء كل ليلة، وخرجت تقف على باب غرفتها الساعة السابعة ليلًا.
تلك هي المرة الأولى منذ الأسبوع الماضي التي قررت غالية فيها التحدث مع الجيزاوي، فكل هذه المدة حاول معها مرارًا وتكرارًا لكنها كانت تفضل الصمت والجلوس بمفردها.-ممكن أتكلم معاك؟
وجدته وقد مدد جسده ويشاهد التلفاز بصوت منخفض، وما إن رآها اعتدل من جلسته وهو يبتسم لخروجها قائلًا:
-اكيد طبعًا، مبسوط أنك اخيرًا قررتي تفضفضي مَكنتش حابب حبستك دي.
جلست بمقبالته وهي تحاول رسم الإبتسامة بصعوبة على وجهها، لكنها فشلت لثقل همومها وبدأت بحديثها بدون تفكير أو تردد.
-انا تقلت عليك كتير الفترة اللي فاتت، ويعني.. الموضوع بوخ بما فيه الكفاية وأعتقد مفيش نتيجة هتحصل من بابايا.
ابتلعت ريقها مكملة بحزن جلي على ملامحها.
ـبما أنه يعني.. اتبرى مني خلاص ومش هيفكر يوصلي و...
قاطع حديثها قائلًا بأتزان وصوت يفيض منه الحنان:
-ممكن بس اقاطعك لحظة ؟؟..
هزت له رأسها وتابعت حديثه مستمعة له بإنصات.
-انتي قولتي دلوقتي جملتين اغبى من بعض يا غالية.
الاولى أنك تقلتي عليا رغم أنك في بيتك دلوقتي على حسب اتفاقنا يعني..والتانية أن مفيش نتيجة هتيجي من باباكي اللي اتبرى منك؟ هو انتي بجد ممكن تصدقي أن كلام الأهالي ممكن يتاخد عليه وقت الإنفعال ؟؟
يعني مصدقة أنه علشان قالك أنتي مش بنتي ومش عايز اعرفك أنه فعلاً خلاص مبقاش باباكي وانتي متهميهوش؟؟
أنت تقرأ
ضد الرجال
Romanceهنا ستجد اقوى إمرأة رأيتها بتاريخ الروايات من بعد السيدة غفران، حيث لا مكان للقهر ولا مجال للضعف