الفصل الثالث عشر

772 98 12
                                    

لماذا يظن الرجال أن النسيان أمر صعب ومُعقد لدى النساء، كيف لا يعلمون أنه لأمرً من المستحيلات.

                     *************

صعد الجيزاوي وغالية لمنزلهم بعد الإنتهاء من زيارة مكتب السيد الطهطاوي التي انتهت بصدمة للجميع بعد معرفتهم بصلة الربط بينه وبين مُنذر.

ارتمى الجيزاوي بثقل جسده على الأريكة وذهنه شارد بما حدث محاولًا ربط الأحداث ببعضها وهو يستشعر أن الله لم يجعل له غالية زوجة هكذا من العدم بدون سبب، وأن الأسباب قد بدأت بالظهور أمام عينيه.

_جيزاوي هو أنا ممكن أسألك في حاجة خاصة شوية!

خرج من كومة أفكاره على صوت الجالسة أمامه، ليشير لها بالتحدث، لتردف هي.

_هو إيه اللي حصل في مكتب ابو مُنذر خلاك تسيب الشغل معاه، لأنه واضح أنه بيحبك جدًا وده كان باين في نظرات اللوم اللي في عينيه ليك، وانت كمان بتحترمه وواضح أن العلاقة كانت كويسة أوي بينكوا.

تنهد الجيزاوي بأسى، وهو يجيبها.

_انا فعلًا مشوفتش من الراجل ده غير كل خير، بل كان حلم حياتي كله إني اتدرب على أيديه، وكانت العلاقة بينا مش مجرد شاب بيتدرب عند محامي كبير في الوسط وخلاص لأ، كان بيعتبرني زي إبنه واكتر ومعتمد عليا في كل شيء، بس الحلو مابيكملش بقا، علشان مروان إبنه مقدرش يتقبل نجاحي وثقة والده فيا، وكان مستقصدني طول الوقت وبيحاول يعمل معايا أي مشكلة لكن أنا كنت بتلاشاه ومدتلوش الفرصة لحد ما في يوم الطهطاوي بيه سلمني ملف مهم جدًا وقالي أشتغل عليه بكرا واراجع اللي فيه، كده كده كان يومي منتهي فركنت الملف في المكتب ومشيت من غير حتى ما افتحه ولا أعرف بيتكلم عن إيه، وتاني يوم جيت ملقتش الملف واتهموني فيه لأني المسؤول الوحيد عنه، وخدت فيها ست شهور حبس.

شهقت غالية وبرزت عينيها قائلة.

_يعني أنت لقب رد سجون اللي طالع عليك ده علشان اتسرق منك ملف مش في جريمة قتل!

اجابها وعلى وجهه ترتسم إبتسامة سخرية قائلًا.

_ماتحسني ألفاظك شوية إيه رد سجون دي، أنا محامي محترم على فكرة، أو كنت محترم يعني.

شعرت غالية بالحرج مما قالته، وتنحنحت معتذرة.

_مقصدش بجد، أنا آسفة.

ثم تابعت عائدة لحديثهم مرة أخرى.

ـبس اللي فهمته من كلامك أن مروان ابن الطهطاوي هو اللي سرق ملفك، طب ليه مقولتش ده وحاولت تظهر برائتك على الأقل قدام الطهطاوي وبس.

ضد الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن