الفصل الثاني عشر

784 65 7
                                    

ظننت بي خيرًا أو شرًا لا يهم، أنت كُلك لا تهم.

                    *************

-ياقوت ياقوت ألحقي ابوكي وأمك فوق ماسكين في بعض.

جاءت منة شقيقتها الصغرى، وألقت على مسامعها تلك القنبلة بصوتها المرتجف وركضت من جديد، لتترك ياقوت عربتها أمام الزبائن وتصعد مسرعة خلفها لمنزل عائلتها التي يصل لمسامعها أصواتهم من أسفل الدرج.

دُلفت لشقتهم لتجد أباها يُمسك بعصاة المكنسة المكسورة، وأمها تصرخ مدافعة عن نفسها.

-والله ما هتاخدهم يا سمير، والله ما هسيبك تضيعلي فلوس العُمرة لو على جثتي يا سمير.

تدخلت ياقوت واقفة أمام أمها لتحمي جسدها من تلقي الضربات، صارخة بوجه أبيها.

-حرام عليك بتعمل فيها ليه كده، ليه كل يوم تفرج علينا الناس عايز إيه تاني منها ارحمها وارحمنا.

محى عرق جبينه بذراعه وهو يقول بلوم.

-الولية بقولها عايز قرشين أعمل مصلحة ع السريع وهسددهملك الضعف كمان اسبوع بالكتير تقوم تهب فيا وتقعد تندب وتقولي هتروح تشرب بيهم هباب.

ثم هرب بعينيه من نظرات ياقوت التي اقتربت على الإنفجار به، وجلس على المقعد خلفه يكمل.

-ست معندهاش ريحة الدم بصحيح ولا تعرف حاجة عن الأصل والستات اللي بتقف جنب رجالتهم، مسروعة ع الفلوس ولا كأني هسرقها،  لازم تخليني أكسرها من الضرب عشان تلم الدور.

انحنت ياقوت تُسند أمها من الأرض وتُجلسها على الأريكة وهي تحتضنها وتُربت على كتفها برفق، بينما عينيها مثبتاتان على ذلك الرجل عديم النخوة، منزوع القلب ومسلوب المشاعر الذي لولا أنه أبيها واسمها على اسمه، لكانت قتلته وأراحت البشرية من شر أفعاله.

_لو إيدك اتمدت تاني على أمي، والله والله وقتها أنا اللي ما هلم الدور نهائي.

والجدعنة اللي بتتكلم عنها دي تتعمل مع رجالة فتحوا بيوت وصانوا ستاتهم، مش راجل عايش على قفا حريمه ولولا ربنا مقويني كان زمانك مسرحهم في الشوارع يلمولك حق القرف اللي بتاخده.

قالت ياقوت أخر كلماتها بعدما طفح بها الكيل من أفعاله، وتنتظر منه ردة فعل قاسية واحدة تجاهها مثلما كان يفعل معها بطفولتها كي تصب عليه ما تحمله من كراهية وغضب، لكنه مسح على وجههُ ببرود، في محاولة من امتصاص غضبها ولا يُهمه ما قالته للتو، ليجيبها بكل هدوء.

-طب اعملي حسابك أن القرف اللي باخده سعره غلي وفلوسك مبقتش مكفياني، بحبحي إيدك حبتين بقا متبقيش زي البومة اللي جنبك.

ضد الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن