ضد الرجال

الفصل التاسع عشر

كنت أنا الأثر الطيب، أما جميعكم فـ كنتوا مجرد ندوب.

                  ***************
في صالة منزل جمالات، حيث تقف هي في مطبخها تحضر الغداء، بينما جلست شهيرة بالخارج مع رامي وتتوسط جلستهم أميرة التي نبهت جمالات عليها ألا تتحرك وتتركهم بمفردهم، في حين أن رامي يحاول أن تغادر بشتى الطرق حيث قال :
_ما تقومي يا أميرة تجبيلي كوباية عصير كده وتكرمي ضيوفك، حتى عيب انا ريقي نشف في بيتكوا.

ابتسمت شهيرة بخجل وهي تعلم أنه يريد مغازلتها بمفردهم، بينما هتفت أميرة بحب :
_عنيا لجوز اختي المستقبلي.

ثم ارتفع صوتها فجأة :
_يا ماماااااااا، هاتي عصير لرامي بيقولك ريقه ناشف.

صُدم رامي وهو يكتم فمها، هاتفًا :
_خليكي يا جمالات متتعبيش نفسك دي بتهزر بتهزر.

علت ضحكاتهم لتخرج لهم جمالات بعبائتها الفيسكوز الحمراء والتي تشبه فيها عبلة كامل كثيرًا قائلة :
_اديني خلصت وفوقتلكوا، هاااا حددتوا الخطوبة يوم إيه ولا هتفضل طالع نازل كده من غير أحم ولا دستور.

عقدت شهيرة يديها متحدثة :
_يا جمالات بقوله عايزة الخطوبة تكون في عيد الحب علشان يكون يوم مميز وهو مش راضي.

فتدخل رامي :
_عيد حب إيه يابنتي دي كلها بدع وخرافات، ما نشوف أي يوم تاني.

أمتعضت بوجهها حزنًا، بينما تدخلت جمالات تنهي الجدال بينهم :
_خلاص خليها زي ما تحب في عيد الحب وخلاص متزعلهاش، هي حابة تحتفظ بالتاريخ وشغل مراهقين يارب نخلص منه.

هتفت أميرة بحماس بعدما قامت تقفز مكانها :
_الله يعني هلبس فستان أحمر وهعمل شعري بقا وكده.

حدثتها جمالات بجانب فمها :
_يختي اتخني اتنين كيلو الأول بدل ماتقعي من الفستان الأحمر، معرفش البت دي عمالة تتشفط كده ليه مش طالعة لأمها مالية مركزها.

وفي وسط اتفاقهم عن لوازم واحتياجات الخطوبة سمعوا صوت صخب عالي يأتي من الشارع، فخرجوا جميعهم يشاهدون من الشرفة، ليجدون الجيزاوي ومحمود يجرون محمد عكاشة وخلفهم الكثير من الجيران يتابعون حركتهم، فهتفت شهيرة بفرحة :
_مسكوا عكاشة يا جمالات ههههيييييي.

خرجت جمالات تقف بجانبها وتطلق زغرودة صدحت بالشارع كله، بينما تحمس رامي للمشهد وركض للأسفل بعدما قال لها :
_طب استأذنكوا بقا عندنا حفلة.

ثم غمز لشهيرة مستكملًا :
_اتفرجي عليا أنا بس ها.

ونزل ليلحق بهم قبل أن يبدأ الشجار، وفي الوقت نفسه كان يشهد الشارع الشعبي أكبر مشكلة قد حدثت بهِ، بينما يجر الجيزاوي زوج شقيقته وعلى وجهه أثر الدماء من الضرب المبرح الذي تلقاه بمنزل دهبية أول مرة، ثم جاءوا بهِ هنا ليستكملوا أمام الجميع.