ضد الرجال

الفصل العشرون

_سحقًا لك.

=ماذا هل فعلت شئ؟

_وهل سأنتظر حتى تفعل؟!.

=ـــــــــــــــــــ

            *********************

أصر الجيزاوي أن يرافقه غالي ومحمود ورامي تلك الليلة بمنزله احتفالًا بالتخلص من محمد، متعمدًا إغاظة غالية حيث أخبرها بأن تقضي ليلها بجانب شقيقته وتعتاد الأمر، لربما يريد الاستراحة من ازعاجها قليلًا.

صعدوا جميعهم لشقة الجيزاوي، واغلقوا هواتفهم وقضوا ليلة ذكورية خالية من تقلبات الجنس الآخر، بينما دقت الساعة الثانية عشر ليلًا حيث استأذن رامي بحجة ألا يترك أخته بمفردها، أو كانت هذه حيلته بينما في الحقيقة لم يتحمل إغلاق هاتفه وأراد أن يتواصل مع حبيبته ولم يطيق غيابها.

مدد ثلاثتهم على الارائك بالصالون، غارقون في أفكار ترتسم فقط على سقف المنزل ويطبق الصمت عليهم، حتى كسره محمود متسائلًا بهيام :
_هو الواحد لازم يعيش قصة حب عنيفة علشان لما يتجوز يعيش في سعادة، ولا ممكن نعيش نفس السعادة دي مع حد شوفناه مرة واحدة بس! ولا وقتها هتكون جوازة صالونات باردة مفيهاش مشاعر ولا غيرة.

أجابه غالي بلا تردد :
_طبعًا هتكون صالونات، ويمكن مشاعرها تفضل باردة ناحيتك ومهما حصل بينكوا مش هتحسوا بأنتماء ولا لهفة لبعض.

كان يجيبه غالي وفقًا لتجربته الباردة مع زوجته الإيطالية "إيليا"، وما عاشه معها من إهمال وعدم توافق فكري وثقافات مختلفة، لكن الجيزاوي اجابه بشكل مختلف حيث قال :
_بالعكس، اللي أول مرة تشوفها دي ممكن تلاقي نفسك بتعشقها بشكل غريب، ومش فاهم سبب الحب ده كله غير أنك وقعت على بوزك، وتعيش معاها كل مراحل الحب وهي حلالك وعلى ذمتك، ومطمن أنها بتاعتك ومحدش هيقدر ياخدها منك، والاجمل من كل ده لو هي بادلتك نفس المشاعر والحب...

شعر محمود أن الجيزاوي كلامه منطقي أكثر من غالي، واعتدل على جانبه يتسائل :
_طب وانا اعرف منين أنها هتبادلني، افرض طلعت باردة زي ما غالي بيقول ومبتحبنيش.

أردف الجيزاوي بثقة :
_اتأكد أن مفيش حد في حياتها واسألها، وتأكد بردو أنها مش مغصوبة عليك ولا خدتك في قرار متسرع وخلاص، واكيد القبول بيبان على البنت إذا كانت فعلاً رايدة، ولا من تحت ضرسها.

صقف محمود ثلاثة مرات متتالية قائلًا:
_فنان يابني والله، فنان، تستاهل دور شاي من أيدي المرادي.

ثم قام منصرفًا للمطبخ، حيث استغل غالي جلوسه مع الجيزاوي بمفردهم، واقترب منه خافض صوته قائلاً :
_يعني اطمن أنك أنت وغالية عايشين قصة حب متكاملة وكله في السليم؟.

نظر الجيزاوي تجاه المطبخ يتأكد من عدم خروج محمود، واجابه بنفس النبرة الهادئة بعد تفكير :
_قصة حب إيه بقا، ما كفايا عليها الحب القديم، ربنا يهنيهم سوا.