الفصل السادس

1.5K 111 10
                                    

إلى ذلك الذي ظن أنه قد استنزف كل مشاعري وطاقتي قبل مغادرته، ابلغك سلامي وامتناني وأقول لك "الله يحي ويميت، وهو على كل شيءً قدير".

                        **********

حان موعد إقتراب تلامس عجلات الطائرة أرض مصر العزيزة بمطار القاهرة الدولي، وصوت المضيفة يصدح من حول الركاب قائلة:

-سيداتي و سادتي حضرات السادة الركاب لقد وصلنا إلي الأراضي المصرية نرجوا منكم ربط أحزمة الأمان إستعدادً للهبوط، و نتمنى أن تكون رحله جيدة.

أخذ ينظر من نافذة الطائرة ذلك المشتاق بكل حب ولهفة وهو يحدث صديقه محمود الذي يجلس بجانبه قائلاً:

-انا مش مصدق إننا وصلنا.. وصلنا مصر يا محمود وصلنا.

فُزع محمود من نومه على صوت غالي الحماسي صائحًا:

-مخخخلاص ياعم غالي واحنا كنا في تل أبيب يعني خضتني ياعم.

خرجوا من المطار، يسرع غالي من خطواته كطفل فقد حضن أمه من سنين ويشتاق لعناقها بينما يلحق به محمود الذي لا تبدو عليه أي سعادة أو حماس بالعودة.

لم يبلغ غالي عائلته بيوم عودته بالتحديد ليفاجئهم بوجوده ظنًا أنه سيجد أمه وشقيقته بالمنزل.

اكتفى بالاتصال على رامي فقط وابلغه بأن ينتظره خارج المطار في ميعاد الوصول دون أن يخبر أيًا من أفراد عائلته، فأبلغه رامي بأنه قد ترك العمل مع أبيه منذ أيام ولكن غالي صمم أن يستأجر له أي سيارة ويأتي في نفس الميعاد المتفق عليه.

وما إن خرج وجد رامي بالفعل في انتظاره فركض رامي نحوه وهو يحتضنه باشتياق، فغالي لم يكن بالنسبة لرامي إبن صاحب العمل فقط؛ بل تربطهم علاقة صداقة وطيدة قديمة لا يمكن الاستغناء عنها.

نظر غالي لسيارة الأجرة التي أشار له رامي بأن يصعد داخلها قائلاً:

-ايه ده؟ جايبلي تاكسي يا رامي؟ ما قولتلك يابني أجر أي عربية وهنتحاسب. منظري إيه وانا راجع من ألمانيا بتاكسي كده يقولوا عليا كنت ببيع برانيط هناك.

فأشار له رامي على يده وهو يقول:

-معلش بقا يا صاحبي محبتش اقولك اني عامل حادثة ومش عارف اسوق بس مَكنش ينفع مَجيش استقبلك بردو.

ركب غالي ومحمود بالمقعد الخلفي بينما ركب رامي بجانب السواق يتبادل الحديث مع غالي عن سبب عودته المفاجئة ولم يريد أن يخبره بزواج غالية وما حدث في غيابه.

بينما يجلس محمود صامتًا ينظر من شباك السيارة يتابع الطريق بهدوء.

-انت مش مبسوط أنك رجعت ولا ايه؟

ضد الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن