الفصل السابع عشر

593 62 22
                                    

أبدًا لم تتكافئ العلاقة بيننا، فأنا أنثى تمتلك فطرة الضعف، لكن ماذا عن ضعفك!

*******************

بينما تبدو السماء ساكنة، وتلمع نجومها كلؤلؤً يضوي في أعماق المحيط، جلس هو بمقابلة السور الذي لا يتعدى صدره على كرسي خشبي موجه قبلته للسماء يسبح في خيالات يتمنى لو تحققت ولو ليومً واحد، يعود بالزمن لكل ما مر بهِ مرغمًا، ولكل تلك المشاعر التي لا ينتمي إليها، ويتخيل تلك البريئة لو كان عرفها قبل زواجه وعرف الحب طريقًا لقلبه، لأقسَم حينها أنه سيكون أسعد شخص بالعالم.

وفي تلك اللحظة استشعر أصابع تلامس كتفيه بحنان، ليجدها خلفه بهيئتها التي تجعله يهيم بها عشقًا أكثر وأكثر، بينما ترتدي عباءة خضراء بسيطة وعلى رأسها منديل شعبي مُطرز بنفس اللون وخصلات شعرها تتطاير مع نسيم الهواء لتجعلها مثل الحورية الفاتنة.

_طلبت مني قبل كده علشان اصالحك اعزمك على السطوح صح؟ جبتلك سندوتشات جبنة بالخيار وشاي بلبن ينفعوا؟.

نظر للصينية التي تحملها بين يديها الصغيرتين بحب بينما تناولها منها قائلًا.

_لو في يوم سألوني إيه احلى أكلة كلتها في حياتك، هقولهم اي حاجة بتعملها ياقوت، لأنك ياقوت فعلًا، بتدي قيمة لأي حاجة بتلمسها أيدك.

سحبت كرسي موضوع بجانب السور لتجلس أمامها بعدما تناولت كوب الشاي وعينها يملؤها الجرأة قائلة.
_غالي أنت عايز إيه مني.

وبرغم المستحيلات التي تقف أمامه وامامها كان سيتهور ويطلبها للزواج لولا صوت هاتفه الذي فصل بينهم ليجد المتصل "إيليا" زوجته، فتبدلت ملامح وجهه في أقل من ثواني وهو يكتم صوت الهاتف ويعيده لجيب بنطاله، فتلك ليست المرة الأولى التي تحاول ايليا الوصول إليه ويستمر هو بالهروب منها.

_مردتش ليه؟.
تفوهت بها ياقوت ولمعة عينها متركزة على التغيير الطارئ الواضح على ملامحه، ليجيبها بخذلان.

_دي مراتي.

لم تظهر ملامح الدهشة على ياقوت بل استقبلت الخبر وكأنها تعرفه من البداية، ليستكمل هو.

_ياقوت أنا تايه ومتلغبط، أنا حياتي اللي فاتت كلها مخترتهاش بنفسي، الحاجة الوحيدة اللي اخترتها هي أنتي، تتجوزيني يا ياقوت؟!.

أمالت بجسدها للأمام متسائلة والحب ينبثق من مقلتيها قائلة.
_يعني أنت مش فقير وعملت الفيلم ده كله علشان توقعني في حبك صح؟!.

أطمن لنبرتها الهادئة، وتملكت منه لحظة المصارحة، وأجابها.
_صح، بس غرضي شريف والله وعايزك في الحلال مفكرتش لحظة ألعب بيكي، أنا حبيتك حب فطري كأني بنتمي ليكي، من أول ما شوفتك وانا حاسس إني عايز افضل جنبك، مش قادر أبعد وأرجع للمتاهة اللي عيشت فيها، أنا لقيت نفسي لما لقيتك.

ضد الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن