الفصل الرابع عشر

745 61 12
                                    

مستحيل أن يفهم الرجل المرأة، وإن أراد المحاولة؛ فليعود لأول كلمة.

                  ****************

لم تمر الأيام بسلام على ياسمين التي احتجزها زوجها بالغرفة بينما يُلقي لها الطعام كل ليلة على الأرض بإهانة وكأنها حيوانه الأليف وليست زوجته.

مَارسَ عليها جميع أنواع الذل والجبروت وجعل منها دُمية بلاستيكية، تنزف ويتلذذ بصرخاتها التي تصل لمسامعه وهو يضحك أمام التلفاز ليلًا.

وفي حين أنه يعيش حياته بكل أريحية ويتحدث مع أكثر من إمرأة ويتعمد رفع صوته حتى يقهرها أكثر وأكثر، كان حينما يشعر بالملل في يومه يدخل لها الغرفة ويقوم بضربها وجرحها بكلامه الذي يعرف أنه يذبحها ببطء.

أما ياسمين فحالتها تشابهت بالاموات، جسدها لم يخلو من علامات الضرب ووجها منتفخ من أثر البكاء باستمرار، لا تعرف كيف وصل بها الحال لهذه الدرجة وكيف تبرأت من عائلتها لأجل ذلك المريض.

لم يفيدها الندم بعد فوات الأوان، فهي الآن لا تعرف حتى أن تتصل وتستنجد بهم فقط أخذ زوجها هاتفها المحمول ليتأكد أنها لن تقدر على التواصل معهم أو أن تخبرهم بأي شيء.

وبعد مرور خمسة أيام على هذا الحال، سمعت خطوات قدمه تقترب من غرفتها، وذلك التوقيت الذي يدخل به كي يتلذذ بأوجاعها.

انكمشت جالسة بجانب السرير تضم قدميها على صدرها تخبئ نفسها، ليولج هو لغرفتها وبيده ماكينة الحلاقة الخاصة به قائلًا بكل برود بعدما جلس على كرسي السراحة.

_الواحد بقاله كتير مبيحلقش ولا مهتم بنفسه إطلاقًا.

ثم نظر لأنعكاسها في المرأة وهي تختلس النظر إليه بخوف وجسدها ينتفض، بينما ابتسم على هيئتها وأشار قائلاً.

_قومي يا سيمو متخافيش قومي أحلقيلي يلا مش هضربك النهاردة أنا أيدي وجعتني خلاص ومليش مزاج.

هزت رأسها بخوف وهي تشعر انها محتجزة مع مريض نفسي لا يُمكن توقع تصرفاته، ليحول صوته بنبرة حادة أكثر مردفًا.

_بقول قومي أحلقيلي، مش هكرر كلامي أنا.

كانت تعرف ياسمين إن لم تطيعه فسيتحول عليها ويبرحها ضربًا ككل ليلة، وقررت أن تترجل من مرقدها وتحاول مسايرة أمورها.

أعتاد محمد أن زوجته تفعل له كل شيء كالطفل الصغير، حتى حلاقة شعره وذقنه كان يعتمد عليها فيها، وهي مَن تعمدت تعليم كل شيء يخصه من اجله، كي تدلله ولا يحتاج للذهاب إلى صالونات التجميل وغيرهم.

وقفت تصفف شعره ويديها ترتعشان من الخوف ودموعها تنزلق على وجهها مرغمة، بينما هو ينظر لأنعكاس صورتها في المرآة من خلفه وهو يُشبع رغبته السادية في إهانتها، وبابتسامة عريضة يشير لها على الأماكن التي تحتاج للتعديل من شعره.

ضد الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن