توقف عن ثرثرة أنك الرجل والقوامة لك؛ لأن بتقليلك من شأني كأنثى يفقدك قوامتك التي تتفاخر بها.************
أستدار بكرسيه الأسود ينفث دخان سيجاره المشتعل في الهواء وهو يضيق عينيه شاردًا و متردد من إتخاذ ذلك القرار الذي بإمكانه أن يقلب حياته كلها في غمضة عين.
يستمع لشيطانه الذي يجلس أمامه على المكتب ويتلهف على موافقته وهو يحاول إقناعه بشتى الطرق قائلاً:
-يا بحيري بيه دي صفقة لا تعوض، لو أحنا مخدنهاش ألف مستثمر هياخدها وأنا تعبت أوي علشان حضرتك تاخدها.
بعدين أنت قلقان ليه؟ دي مجرد أجهزة كهربائية يعني مفيش منها أي خوف واللي مش عاجبه البراند الجديد ميشتريش.أجابه البحيري قائلاً:
-دي شركة ملهاش قطع غيار، يعني لو حصل من الأجهزة دي أي كوارث في بيوت الناس واتقدم اكتر من بلاغ هيرجعوا للمستورد وأنا اللي هتحاكم يا منذر. الموضوع مش بالسهولة دي برضو غير إني هداين نفسي للبنوك علشان اخدها ومفيش ضمانات.
كان يشعر مُنذر أن البحيري قد أقترب على الموافقة وعلى وشك الاقتناع، فقام من مكانه ووقف بمحاذاته وهو يشعل لهيب المجازفة بداخله قائلاً:
-صدقني يا بحيري بيه الصفقة دي مستحيل تفوتك، غير أني سمعت أن شركة المنشاوي عايزة تحط أيدها على المصلحة دي بدالنا.
عقد البحيري حاجبيه وهو يقول:
-المنشاوي تاني! هو الراجل ده له عصافير في شركتنا ولا إيه؟.
كان منذر على وشك الرد على سؤاله ليشعل الشرارة أكثر وأكثر بعدما عاد لكرسيه مرة ثانية. لولا فُتح باب المكتب فجأة عليهم؛ لتدخل غالية ومن خلفها الجيزاوي بدون استئذان كعادتها بشركة أبيها.
جلست بالكرسي المقابل لمنذر وهي تضع رجل على الأخرى بكل ثقة ومن خلفها يقف الجيزاوي متأهب وكأنه درع حماية خاص بها. وما إن رأها البحيري لم يهتم لوجود الجيزاوي اعتقادًا بأنه أحد أصدقائها وتبسم بعودة أبنته قائلاً:
-كنت عارف أنك هتعقلي قريب وترجعي.
كانت نظرات منذر تستهدف الجيزاوي من أعلى لأسفل وهو يريد أن يسأل عن هويته التي تجعله يقف خلفها ويقتحم معها المكتب بذلك الشكل الجرئ!
-فرصة حلوة أنك حضرتي في الوقت المناسب يا آنسة غالية، والدك كان متردد حبتين في عقد صفقة كبيرة هتنقله نقلة تانية واظن وجودك دلوقتي هو إشارة بأن الخير اللي جاي كتير فعلاً.
ظنت غالية أن منذر يتحدث عن زواجهم بشكل خفي، فنظرت له بطرفي عينيها باشمئزاز وهي تتساءل:
أنت تقرأ
ضد الرجال
Romantizmهنا ستجد اقوى إمرأة رأيتها بتاريخ الروايات من بعد السيدة غفران، حيث لا مكان للقهر ولا مجال للضعف