الفصل الحادي عشر

858 75 9
                                    

قالوا:-
إن الاعتراف بالحق فضيلة، لذلك لم تكُن قادرًا على مواجهة أخطاؤك، لكن السؤال الذي يدور بذهنيَّ الآن.. هل تعلم بأنك كنت في حظيرتي "خنزيرًا" ولهذا افترقنا وليس "نصيبًا" كما زعمت.

                       **********

ـقوليلي يا شهيرة، هو اللي بيحب بيحس بإيه؟.

ألقت بجسدها على الأريكة للإسترخاء وهي تمسك بالريموت كنترول تكتم صوت قناة الكارتون المشغل بصوت عالي، لتُجيب شقيقتها الصغرى بهيام.

-يااااه
بيحس بحاجات غريبة أوي أوي، بيحس بضربات قلبه بتتسارع بشكل غريب، وبيحس أنه متلهف يشوف اللي بيحبه بفارغ الصبر، وبيحزن كل الحزن لما تنتهي مقابلتهم اللي بتدوم ساعات وبتمر في ثواني.

ثم تنهدت وتابعت.

- والأهم من كل ده، أنه بيتربط بحالته المزاجية، تحسي أنك بتجربي شعور الأمومة لأول مرة مثلاً لكن على شكل مختلف و...

توقفت شهيرة فجأة عن حديثها وعن فيض مشاعرها ونظرت لأميرة بنظرات متعجبة، وكأنها قد استفاقت للتو أن السؤال موجه لها من طفلة عشر سنوات ليست شخص ناضج، ثم التفتت تجاهها بأهتمام متسائلة:

-وانتي بتسألي ليه اصلًا.

فركت أميرة يديها الصغيرتين ببعضهما بتوتر وهي تخفض صوتها وتقترب أكثر من كرسي شهيرة قائلة:

-فيكي مين يكتم السر؟

اجابتها شهيرة بتوكيد.

-في بير يا صاحبي، قولي.

أحمرت وجنتيّ الصغيرة وهي تقول بخجل واضح على ملامحها.

-اصل.. أصل يعني أنا بحس بضربات قلبي بيحصلها كده لما بلعب مع حد معين من أطفال الشارع، ولما سألت صحبتي في المدرسة قالتلي بردو أن ده تقريبًا يعني حب.. بس والله والله هو زي أخويا ومقولناش أي حاجة لبعض لسه.

-لسه؟ هو أنتي ناوية تقولي؟

تفوهت بها شهيرة بتعجب، لتنفي الأخرى حديثها قائلة بخوف طفولي.

- لا لا لا، انتي عايزة جمالات تعلقني، أنا يعني قولت أسألك انتي اختي الكبيرة حبيبتي اللي هتنصحني أعمل إيه علشان اتجوزه.

صُدمت شهيرة من حديثها لا تستوعب ما قالته شقيقتها، وعقلها يدور بتلك الذكريات القديمة عندما كانت بعمر أميرة وتقف تلعب في الشارع مع فتيات المنطقة بينما يتابعها رامي عن بُعد وتستمر النظرات بينهم من وقت لأخر وهم لا يعرفون ما يحدث بداخلهم وما يُبنى من مشاعر صادقة رافقتهم حتى النضج.

تساءلت باهتمام وهي تنظر لأختها التي تعيد مسيرتها من جديد قائلة.

-قوليلي مين هو بالظبط طيب علشان أقدر أفيدك.

ضد الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن