الفصل الثامن و العشرون (خاينااااا وطشيااااااااااا)

5.6K 380 144
                                    

طغى النوم على الجميع وعادوا للقصر لينالوا قسطًا من الراحة بينما بدأ شروق النجم.
كان الشروق هو أحد أجمل المناظر التي من الممكن أن يراها أحد في مجرة إلاريوندا؛ فالنجم المضيء الذي ينير كواكب المجرة يمتلك لونًا أبيض قوي يميل للزرقة كاللمبات الكهربائية على عكس إضاءة نجم مجرتنا الذي يصل لنا باللون الأصفر رغم أن لون النجم الأصلي أبيض هو الأخر، نجمنا يسمى "الشمس" و نجمهم يسمى "زيرين" لكن لا يعترف سكان المجرة بهذا الاسم فيطلقون عليه الشمس مثلنا.
ربما شكل الشروق على شاطئ البحر هو أجمل المناظر لكن الشروق تحت أعماق هذا البحر يُذهب العقل من روعته، انعكاسات الضوء في الماء التي تصنع اشكالًا عشوائية بالظل والنور على الرمال الناعمة و القواقع المبثورة في جميع أنحاء المكان جعلت منه لوحة فنية.
البيوت تُفتح وأصوات السكان بدأت بالظهور معلنةً عن استيقاظهم لبدء يومٍ جديد في مملكة أثيرا.
وفي القصر و تحديدًا في غرفة إلاريونا و فوريسيا النائمتان في هدوء، تسلل شبح أحد الأشخاص لداخل الغرفة مستهدفًا تلك البريئة التي دمرت أحد القاعات بقوتها منذ ساعات قليلة.
اقترب منها ليحجب جسده العريض اضاءة الشمس القادمة من الخارج لتعتدل إلاريونا في نومتها براحة بعدها، مد يده نحوها كاشفًا عن ذراعيها بحثًا عن شيءٍ ما لم يجده ليبدأ في كشف كتفيها بحثًا عن نفس الشيء فلم يجده ليتنهد بعدها بارتياح وكأن هناك ثقل كان على صدره وزال.
أعاد أكمامها كما كانت عليه قبل كشفها و كذلك كتفي الفستان و هم للرحيل، لكن قبل خروجه نظر لها خلسه ليتوقف عن السير و يعود لها مرةً أخرى ممسكًا بلحاف خفيف بسطه عليها أثناء نومها كي لا تتخلل الرطوبة عظمها ودون وعي منه اقترب منها و طبع قبله صغيرة على جبينها ثم خرج من الغرفة دون أن يلحظه أحد، أو هذا ما كان يظنه.
أما عن الغرفة المجاورة التي تقاسمها كلًا من سيريفالا، ليونيثا و ندى، كانت سيريفالا تتحرك في السرير بعدم راحة، فهي لا تستطيع النوم ولا تقوى على التوقف عن التفكير، الكثير من الخيالات و الأسئلة في رأسها "ما الجانب الذي يخفيه ثالاتيس عنهم؟" "ما هو مصيرهم في هذا الكوكب؟" "ما هي حقيقة مشاعرها تجاه ريان؟" "هل ستنتهي لعنة الكواكب و تعود للحياة على سيرافينا؟" "هل ما شاهده ريان في شفقار حقيقي؟!".
كل تلك الأسئلة تدور في رأسها دون توقف، بينما من تفكر به وتشعر بالقلق بشأنه ينام بعمق فاتحًا فمه في الغرفة المجاورة.
لم يستطع النوم التغلب عليها فنهضت من رقدتها تاركةً الغرقة و هي ترتدي بدلتها السحرية متجهة نحو المطبخ لتصنع لنفسها مشروبًا يريح أعصابها. عند وصولها للمطبخ وجدت شخصًا يجلس على مقعد أمام طاولة صغيرة تتوسط المطبخ يُسند رأسه على أنامه بشرود، فحمحمت لتلفت انتباهه لوجود شخصًا ما بالمكان ليخرج مالك من شروده ناظرًا لها بهدوء و تعجب قائلًا

°"إيه اللي مصحيكِ يا سيد؟"

اقتربت سيريفالا من الطاولة و هي تسحب أحد الكراسي لتجلس عليه قائلةً بارهاق

سيرافينا "لعنة الكواكب"| seravena حيث تعيش القصص. اكتشف الآن