الفصل الحادي والثلاثين (يلا لقمة هنية تكفي تُلتمية)

2.9K 273 47
                                    

بزخت شمس يومٍ أخر في صعيد مصر معلنةً عن بداية جديدة وفرصة أخرى للتغير.
دقت الساعة التاسعة صباحًا في منزل صالح أثناء استغراق الشباب في نومٍ عميق أثر المجهود الكبير الذي بذلوه في الأيام السابقة في نيمورا عدا ريان الذي كان يقف أمام حوض السمك القابع في صالة المنزل يتأمله بشرود بينما كانت صباح تُعد الفطور بالمطبخ بكل شغف كعادتها.
أما في غرفة الشباب كان مالك يشعر بضيق في التنفس، الهواء لا يكاد يصل لصدره من ضيقه ففتح عينه بسرعة وتعب محاولًا معرفة سبب هذا الاختناق ليجد ذراع إيهان الثقيل النائم على صدره، فأزاحه بانزعاج قائلًا

°"يخربيت دراعك، عايز تموتني يا إيهان؟!!"

تأفف إيهان بتعب وتكلم من بين نومه بكلمات غير مفهومة

-"هو حد جه جنبك يبني، ولا هو تلقيح جتت وخلاص"

دفعه مالك بغيظ وهو يترك السرير وينهض قائلًا

°"يا عم غور"

إعتدل إيهان في نومته ليأخذ بعدها ما تبق من السرير لنفسه، فخرج بعدها مالك من الغرفة بغيظ ونزل للطابق الأول ليجلس بالحديقة لكنه غير وجهته عندما رآى ريان واقفًا أمام حوض الاسماك بصمت وشرود، فاقترب منه وقال وهو يحك رأسه بنعاس

°"وحشتك حياة الزفارة ولا اكتشفت إن جواك قرموط؟"

إنتبه ريان لوجوده لكن لم يلتفت له وظل يتأمل الاسماك التي تتحرك في الحوض ببلاهة ثم تكلم بهدوء

="تعرف، الواحد بجد كان نفسه يبقى سمكة"

تعجب مالك من ردة فعله الغريبة، فهو لم يسخر أو يثُر لسخريته منه، فرد مالك بتعجب

°"دا اشمعنا دا؟!"

=" يعني،  لا قلب ولا عقل ولا مشاعر، just بؤبؤبؤبؤ"

وضع مالك راحة يده على كتف ريان وبدأ يربت عليه بمواساه ويقول

°"إنت عارف إن دا إختبار من ربنا صح؟ ربنا لما بيحب عبد بيبتليه يا ريان، وإنت ربنا بيحبك"

لكن جاء في رأس مالك شيء أخر جعل أنفاسه تضيق من الخنقة فتابع

°"ولاحظ بردو يا ريان إنهم مش بشر زينا ولا دينهم زي ديننا ولا طباعهم زي طبعنا، من الأول وإحنا غلط، إحنا إللي معملناش حدود تخلينا نتجنب الفتنة، اتعلقنا بوجودهم ومينفعش يبقى في بينا حاجة"

لم يأته أي رد من ريان الذي ظل يطالع الأسماك بشرود، أحس مالك بالأسى على حال صاحبه فتكلم بنبرة حماسية وكأنه وجد فكرة

°"بقولك إيه، أنا أول الشهر الجي عندي رحلة لروسيا، تيجي معايا؟"

رد ريان بهدوء بعدما إلتفت لمالك

="مش هينفع، إنت نسيت إني شغال على قضية ولسه معملتش فيها حاجة؟"

°"المرافعة بتاعتك إمتى؟"

سيرافينا "لعنة الكواكب"| seravena حيث تعيش القصص. اكتشف الآن