لطالما تسائلت عن سر قوة الشيخ خطَّاب... أبي
وعن سر أحترام الجميع له، بالطبع أنا أعلم أن الجميع يحترم أبي لعمله كأمام مسجد ومعالج روحاني في قريتنا يأتيه الناس من كل القرى المجاورة لنا.. ولكن!
هل هذا العمل كفيل بأن يجعل أبي فاحش الثراء؟!على العموم توفي أبي الأسبوع الماضي ولقد كانت جنازة الشيخ المبارك عامرة وتشغي بألالاف الرجال والنساء من قريتنا والقرى المجاورة، من المفترض أن أكون سعيد بهذه السيرة الحسنة التي تركها ابي خلفه ولكن صدقني لست كذلك.
فأنا الوحيد الذي يعلم أن الشيخ خطَّاب لم يكن كما يبدوا أمام الناس، رأيته أكثر من مرة يقوم بعدة أمور لا تنم عن كونها أعمال رجل صالح، هناك سر يجب علي أكتشافه أو لنقل إستغلاله فهذا السِّر مؤكد هو سبب تلك الأموال التي كان يحصل عليها من الريح وهذا السر موجود في بيت المزرعة واليوم قررت الحصول عليه.
بيت المزرعة هو بيت موجود على الطريق الرئيسي خارج البلد.. بيت يحيط به مساحة زراعية واسعة نسبيًا ويحيط بها سور.. كان أبي قد اشتراه منذ ما يقرب من العشر سنوات حينما كنت في العاشرة من عمري.. وصدقني لم يكن أبي قبلها يستطيع أن يغطي إحتياجات منزلنا وليس شراء مساحة زراعية بتلك السعر وبنائها.
ولهذا السبب تحديدًا أُصر أنا على وجود شيء غريب بالقصة.. لمَ لا؟ وقد كان أبي ينعزل داخل هذا المنزل لأسابيع متتالية دون أن يخرج وهناك تتم كل زياراته التي يعالج بها المرضى .
ثم أنني أيضًا أريد أن أعرف سر الدفتر الصغير الذي كان يحمله الشيخ خطَّاب بيده دائمًا.. وبما أنني أبنه الأكبر فكان بأمكاني أن أذهب لبيت المزرعة وأتجول به كيفما أشاء ضاربًا بتعليمات الشيخ خطَّاب بعدم دخول بيت المزرعة بعد موته عرض الحائط.
حصلت على رقم رمضان مساعده والذي لم أراه من بعد جنازة أبي حتى الآن رغم أنه كان شديد التردد على قريتنا في حياة أبي... هاتفته وسألته عن سر وصية أبي بمنعنا من دخول البيت بعد م"وته وبيعه مباشرة... فلم يجبني ولكن أصر أن يذهب معي الليلة بنفسه بعد ما علم بذهابي وبالليل قابلته على الطريق الرئيسي وسلمت عليه ثم قطعنا الطريق متوجهين لبيت المزرعة وعلى تمام العاشرة مساءً كنت أقف بصحبته أمام باب المزرعة الحديدي الضخم.. بحثت عن مفتاح القفل بين مجموعة من المفاتيح أحملها بين يدي.. وخلال عشر دقائق كنا نقف في ساحة منزل المزرعة بعدما قطعنا الطريق الترابي المؤدي له والذي تحفه أشجار النخيل من كل اتجاه.
فتحت باب البيت وتقدمت لداخله ثم توقفت حينما لاحظت أن عم رمضان لا يتبعني.. يبدوا غريبًا اليوم
ويظهر عليه الإرهاق والتعب..عدتُ إليه وسألته عن سبب وقوفه هكذا.. فأخبرني أنه لن يستطيع التقدم أكثر وسينتظرني هنا فلم أبدى أي ردة فعل رغم تعجبي من الأمر داخلي ودخلت بمفردي
أنت تقرأ
كبسولة رعب.
Horrorالعالم أكبر من انت تراه بعينيك وأبشع من أن تنجوا منه قصص قصيرة مرعبة ومخيفة تفتح عينيك على أفاق جديدة مرعبة... أطفأ مصباح غرفتك وأقرأ.