في البداية أنا اسمي سعيد وبقية التفاصيل ليست مهمة، بدأت حكايتي منذ ما يقرب من عام حينما كنت عائدًا من أحد دروسي حينها كنت شاب في الثامنة عشر من عمري جلَّ ما يريده أن تمر تلك السنة دون أي خسا*ئر نفسية أو مادية أو جس*دية
وأثناء طريق عودتي بمفردي من درس التاريخ وقد كان يوم ش*ؤم فقد حصلت على درجات التص*فية النهائية في المادة وقد كانت درجات لا تبشر بأي مجهود مما كنت أبذله.. وكأنني لم أكن أجتهد طوال الأشهر الماضية، سخ*طت كثيرًا لذلك خاصة حينما أخبرني مساعد الأستاذ أن تلك الدرجات ستصل لوالدي وسيخبرناه
خرجت وأنا لا أعلم أين أذهب من شدة غض *بي تركت زملائي ورحلت.. ظللت أتجول في الشوارع حتى حل المساء فقررت العودة للديار حتى لا يقلق والدي حيال تغي*بي وبالمرة أستقبل نصيبي من كلمات التوب*يخ التي سأتلقاها من والدي، أرتدت وسيلة مواصلات تقلني لمنزلي ونزلت أمام الحي الذي أقطن فيه.. كان الظلام قد غطى السماء حينها
وشوارع الحي الفاخر الذي أسكن فيه كانت مصابيحها قد سقط*ت في قيلولة أو غيبو*بة من كثرة عملها الجاد في الأشهر الماضية لذلك أضأت كشاف هاتفي لينير لي طريقي حتى البناية التي أقطن بها وقبل أن أضع قدمي على سلمها وجدت من ينادي علي ويقول:
_سعيد.. اللي يعرف نصيبه يصيب.. ويخيب.. يخيب اللي ما يض*رب الودع بالإيد.. وحسنة تكفيك شر الطريق وشر الصديق وشر اللي مستخبي بعيد.
تلفت حولي بكشافي بحثًا عن صاحبة الصوت النسائي فإذا بها إمرأة عجوز تجلس بجانب عتبة البناية ويتدلى وشاحهها على الأرض خلفها، يعني بدت وكأنها ضار*بة ودع بحق، كتلكم النساء التي نراها بالتلفاز.. إقتربت منها وأنا أقول
_ أنتِ ناديتي عليا ولا أنا سمعت غلط؟رفعت وجهها ونظرت لي بعينين خضراوتين كالحشيش تلمعان بشكل غريب ومخي*ف إلى حد ما ثم أبتسمت ليفترش الوشم على ذقنها أكثر ومدت يدها نحوي وهي تقول:
_ مد ايدك تعرف نصيبكرفعت حاجبي بإستنكار وأنا أقول:
_ لا متشكر يا خالة مش عايز اعرف
رفعت صوتها أكثر وهي تقول بنبرة تخللها الثقة
_ ضر**ب الودع يصيب ويعرف ما يخبيه الغيب، مد ايدك يا سعيد.نظرت لها بغضب أكثر واستنكار أكثر بعد تلك الجملة وأنا أقول:
_ لا يعلم الغيب سوى الله يا خالة.ثم استدرت لأرحل فإذا بها تمسك بكف يدي سريعًا إلتفت ناحيتها في غض*ب محا*ولًا نز*ع يدي ولكنها أبت وظلت تبتسم لي وأنا أحاول نزع*ها حتى تركتها هي.. بقوت*ها تلك لا تبدو كعجوز أبدًا.. نظرت لها وأنا أتفحص كف يدي الذي لم أشعر بها للحظات قبل أن أركض تجاه سلم البناية في الظلام وأنا أسمع كلماتها تتردد من خلفي..
_ المكتوب ما منوش مهروب.. والمكتوب على اليد مقروء.. تشوفه العين ويخفى عن العيون.. رفيقك ونصيبك وقدرك المحتوم .. لحد ما يلف الحول وتتبدل النجوم.طرقت باب شقتي التي تقع في الطابق السابع وأنا أله*ث من شدة ما يعلوا صدري ويهبط، لا أعلم كيف وصلت إلى الطابق السابع بتلك السهولة وكأن درجات السلم تآكل**ت وأختزلت في درجة أو إثنتين
فتحت أمي الباب وهي تسأل عن سر تغير وجهي ولهثي هكذا ولكن لم يكن لدي القدرة على الكلام أو الحديث وكأنني فقد*ت لساني في لط*مة قوية على ف*كي ..أشرت لها بكفي بأني بخير وأسرعت إلى غرفتي وأغلقت الباب خلفي .. كان جسدي يرتعش بقوة وأخذت أشعر أن الدنيا تدور روحت أح*ك جسدي كله وكأنه أص*ابه الجرب حديثًا خلعت ملابسي وانسللت لحمام غرفتي الصغير ..وقفت أسفل المياه مغمض العينين وأنا أحدث نفسي
هل أصابت**ني تلك المرأة بلعنة ..غير معقول لابد أنها مص**ابة بمرض ما !
هدأ جسدي قليلًا فخرجت من أسفل المياه وتوجهت للسرير وروحت في نوم عميق سريعًا
إستيقظت على صوت بجانب أذني .. أصوات همسات باردة ..تشعر معها بأن هناك زمهريرًا تسلل لأعصاب جسدك كله، لم أجرب الزمهرير من قبل ولكن! أعتقد أنه يبدوا على هذا الشكل
فتحت عيني سريعًا وأنا أتلفت حولي بحثًا عن مصدر الصوت فلم أجد شيئًا فعدت لأغمض عيني من جديد وأنا أشد الغطاء فوق رأسي وأشدد عليه لما أصا**بني من برد .. وما أن روحت في نومي حتى عادت الهمسات الباردة مرة أخرى ..فتحت عيني وأنا أقوم من فوق سريري بسرعة وعلى نور الأباجورة الخفيف لمحته في الظلام راكضًا تجاه باب الحمام.. قصير الجسد كثيف الشعر لا أعلم ما هو ولكن بدا لي مرعبًا، تراجعت للخلف فكدت أق*ع على ظهري من تلك الأعين التي ظهرت من تنظر لي من خلف باب الحمام .. تساءلت بصوت جعلته قويًا عن عمد وأنا أقول:
ــــ مين؟ مين هناك ؟عدة لحظات مرت علي وكأنها العمر الطويل دون إجابة ، صوت غمغمة قوي صدح من الحمام الذي أراقبه بعيني، لم أنتظر ركضت نحو مكبس الإضاءة وأنرت الغرفة وأنا ما زلت أراقب تلك الأعين التي تنظر لي، إرتفع صوت الغمغمة مرة أخرى تلك الغمغمة التي تشبه أصوات الأطفال الرضع أو القطط حينما تزوم على بعضها في ليل الشتاء ..لم أتحمل ما يحدث فركضت تجاه باب الغرفة وأنا أص*رخ
أمسكت بمقبض الباب وأخذت أشد*ه بقوة وأنا أراقب الحمام الذي خرج منه ذلك الشيء الغريب الذي جعل ركبتي تنثنيان للأمام أكثر من مرة دون أرادة مني وأنا أحاول فتح الباب الأحمق ولكن دون فائدة ، كنت أش*د مقبض الباب وأنا أنظر له وهو يقترب مني فأخذت أصر*خ كأرملة فق*دت زوجها للتو ولكن وجدت صوت صري**خي لا يخرج من حلقي مهما حاولت الصر**اخ ..خرج صوتي ضعيفًا خفيفًا وكأنه خيط دخان ..تركت مقبض الباب واستندت بظهري عليه وأنا أنظر لهذا الكائن القصير كثيف الشعر واسع العينين بأبتسامته التي تصل ما بين أذنيه وكأنه نصف دائرة وقرناه الصغيرين اللامعان وبشدة ..وقف في صمت يبتسم لي ..وأنا أنظر له وقلبي يكاد يت*رك ضلوعي ويركض من الخوف ..أخذ يض*رب بذيله من خلفه ...
وبعد ما يقرب من النصف ساعة فتحت فمي وأنا استعيذ بالله منه وكأنني أخيرًا أكتشفت ذلك:
ـــ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..ما أنت؟نظر لي وفتح فمه لتظهر أسن*انه التي كانت كأس*نان سمكة البي*رانا ونطق بكلمتين أو لنقل كلمة واحدة فقط:
ــــ م*يجا مي*جاوجدت لدي الجرأة لأقول :
ــــ ماذا تريد ؟أشار بيده نحو فمه في حركة كالأطفال وصنع إشارة كذبت نفسي وتمنيت لو أنني لم أفهما في هذا الوقت وقال:
ــــ أريد المزيد ...ثم مسح على بطنه بيديهقب*ض قلبي لرؤيته يفعل هذا وأنكمشت على نفسي وقد جال ببالي ما جال حيال تلك الحركة ثم انتفضت من مكاني للخلف حينما صدر على الباب من خلفي عدة طرقات غاض*بة بشكل متسارع لأبتعد عنه وأنا أنظر لهذا الكائن فأجده يركض ليدلف أسفل سريري وما زالت الطرقات على الباب وصوت ابي بالخارج عال جدًا ويبدو أنه قد علم مجموع درجاتي من السنتر ، تجاهلت الطرقات وتوجهت ناحية السرير في تردد وخو*ف ونظرت أسفله فلم أجد شيء، ظللت أتلفت حولي في الغرفة بحثًا عنه ولكن دون جدوى ثم توجهت للباب وفتحته فإذا بأبي يقف وقد أع*ماه الغض*ب .. وهو يصر*خ في وجهي يلومني على مجموع درجاتي تلك فأعتذرت له وأخبرته أنني سأحسنها فتعجب من عدم جدالي فأنسحب وقد شعر أن هناك أمر غريب بي .. نظرت لساعة هاتفي فوجدت انه لم يمر على عودتي من الخارج سوى ربع ساعة لا أكثر ..كيف نمت وقمت وروحت وجأت في هذا الوقت الضيق وهل ما رأيته حقيقة أم مجرد خيال؟ كانت كل تلك الأسئلة تدور داخل عقلي حتى دخلت غرفتي ووقفت أمام المرآة أتأمل خوفي وأنا أحدث نفسي إن كان ما رأيته حقيقة أم مجرد خيال فإذا بي أراه في المرآة خلفي جالسًا فوق سريري وهو يشير لفمه وهو يمسح على بطنه ويقول:
ــــ جائع ..جائع !
نظرت له بتعجب فإذا بي أشعر بشيء دافيء ينسل من أنفي وضعت يدي أتحسس انفي فإذا بالد***ماء تغ*رق وجهي وعنقي شعرت بدوار عني*ف هاج**م رأسي بشدة أخذ يهدأ لحظة تلي اللحظة ثم نظرت إليه فإذا به يلعق مخالبه ..ففهمت ما حدث لي
ومنذ ذلك الحين والمي*جا مي*جا يرافقني في كل مكان وأنا أضطر لإطعامه من وقت لآخر ..بالطبع تسأل كيف أطعمته لعام كامل دون أن أمو**ت خلال تلك المدة، صحيح تناقص وزني وأعيش بمفردي الآن ولكن صدقني الإجابة لن تنال اعجابك أ أو اعجاب اي أحد منكم .. ولكن ليس ذنبي حاولت التخل*ص منه بكل الطرق فلم أستطع..لا تلوم علي وإذا كان لديك حل فأخبرني به بدلا من ذلك الغض*ب الذي ي*عتري وجهك#ميجا_ميجا
#آمنة_محمد_أبوالخير
#اسكربتات_ما_وراء_الرعب
أنت تقرأ
كبسولة رعب.
Terrorالعالم أكبر من انت تراه بعينيك وأبشع من أن تنجوا منه قصص قصيرة مرعبة ومخيفة تفتح عينيك على أفاق جديدة مرعبة... أطفأ مصباح غرفتك وأقرأ.