عف"ريت الملجأ

4 0 0
                                    

ساكن الملجأ
#ما_وراء_الرعب

عارف كل الأطفال عارفين أنه موجود.. كلنا هنا في الملجأ بنخاف منه ومش بنحب نتكلم معاه أبدًا على طول بيظهر في نص الشهر بعد نص الليل لما يكون القمر بدر زي النهارده كده، بيخبط ثلاث خبطات

وبعدين يفتح باب العنبر بالراحة أوي ويدخل وهو ماشي على طراطيف صوابعه كأنه بيرقص باليه بيبص على كل اللي نايمين.. واللي بيسمع صوته أو يشوفه فاتح عنيه بيكون الإختيار وقع عليه..

حاولت أكثر من مرة أقول لمديرة الدار على الكلام ده بس هي فاكرة إني مجرد طفل صغير بيتخيل حاجات مخيفة وبيألف قصص وخلاص دائمًا بتتجاهلني ومش بتسمعني وتسيبني وتمشي.

طب لو أنا بعمل كده فعلًا فين نسمة وعلي وجمال.. كل دول اطفال صغيرين اختفوا بس لما متبعوش كلامي وفتحوا عيونهم وراحوا معاه.

كل طفل جديد بييجي لازم احاول أنبهه بس هما اللي مش بيسمعوا كلامي!

أنت عارف أنا الوحيد اللي عارف هو بياخدهم فين... بياخدهم تحت الأرض وب.. بياكلهم!

أيوه زي ما سمعت كده أصل أنا شفت كل ده بعيني لما خطف نسمة زمان... متخافش طول ما أنا موجود مش هسيبه ياخدك او ياخد حد تاني.. بس تبع كلامي ومطلعش اي صوت

علي كمان مكنش يعرف إنه وحش! علي فتح عنيه كان فاكره صاحبه... ولما راح معاه نزله تحت الأرض ونيمه على تربيزه و.. وق"طع راسه بس"اطور كبير وبعدين أكله

أنا شوفت كل ده بعيوني صدقني! دي الحقيقة أنا حاولت احذر نسمة وجمال إنهم ميفتحوش عيونهم بس هما مصدقونيش وقالوا لي إني بكذب عليهم

اسكت اسكت أكيد ده هو اللي بيفتح باب العنبر دلوقتي... هاااا! دخل بص شكله عامل ازاي؟

لبسه غريب.. مهرج بس دمه مش خفيف.. شوف صوابعه طويلة أوي ازاي ولا ضوافره اللي زي السكاكين.. بقه واسع أوي دا يشيلني جواه... عيونه لونها أحمر أوي ولا رقبته الطويلة خالص!

شوف رقبته بتتطول إزاي لواحدها... شششش!
وطي صوتك وإنزل معايا تحت السرير ليشوفنا!!!

حاول تكتم أنفاسك " بيتكلم بهمس "

جاي نحيتنا... شششش! يا رب ما يشوفنا غمض عيونك جامد... جامد أكثر.

دا طالع برة تاني... خلاص قرب من الباب

الحمدلله مشي خلاص... اكيد راح يلف على بقية العنابر.. مش بقولك إني مش بكدب
كويس إنك تبعت كلامي وصدقتني.. أنا عارف إنك جديد هنا علشان كده قولت أحذرك منه.

نظر أيمن للطفل الذي يحدثه وهما تحت أحد أسرة العنبر ثم مدَّ يده وهو يقول:

_ شكرًا ليك يا علي.. أنت من النهاردة صاحبي لولاك كان زمان المهرج أكلني إحنا لازم نحذر أي طفل جديد

إبتسم علي ثم صافح أيمن وعاد كل منهم لسريره وقد أصبحا صديقين

في الصباح وقف ايمن في حوش الدار يتحدث لصديقه علي عن ما حدث البارحة غافلًا عن أعين المديرة التي تراقبه من شباك مكتبها والتي إلتفتت للمشرفة خلفها وقالت:
_ الولد بيتكلم مع نفسه من ساعة ما وصل يا منال.. طفل عنده ثماني سنوات بيكلم نفسه ليه؟

منال المشرفة: مش قولتلك يا مديرة... لما سألته قال إنه بيتكلم مع علي صاحبه.

المديرة بقلق: علي من ساعة ما أختفى من خمسة عشر سنة وفيه أكثر من طفل قال إنه شافه بالأخص الأطفال الجداد

منال: طب وهنعمل أيه يا رئيسه؟!

المديرة: مش عارفه يا منال مش عارفه.

#عفريت_الملجأ
#ما_وراء_الرعب

ك/آمنة_ محمد_ أبوالخير

كبسولة رعب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن