مرت الأيام، ومع كل لقاء، بدأت العلاقة بين فرين وبيكي تأخذ شكلًا جديدًا. بينما كانت فرين لا تزال تحتفظ بجزء من جليدها، بدأت تستشعر شيئًا لم تجربه من قبل—رغبة في الانفتاح.
في صباح يوم مشمس، قررت بيكي أن تدعو فرين إلى الإفطار في المقهى القريب. كانت تأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لتغيير جوهري. "مرحبًا فرين، ماذا عن تناول الإفطار معًا اليوم؟" سألت ببراءة.
أجابت فرين بتردد، "هل سأكون مقبولة هناك؟"
"بالطبع! سنستمتع معًا. أعدك، الأمر سيكون ممتعًا!" قالت بيكي بحماس، وعينيها تتألقان.
ترددت فرين للحظة، لكن فكرة الخروج من شقتها أثارت فضولها. "حسنًا، لكن لفترة قصيرة."
عندما وصلتا إلى المقهى، كانت الأجواء مليئة بالبهجة والضحكات. جلستا على طاولة قرب النافذة، حيث كانت أشعة الشمس تتسلل عبر الزجاج. طلبت بيكي فطائر الشوكولاتة، بينما طلبت فرين كوبًا من الشاي، كما جرت العادة.
"هل تحبين الفطائر؟" سألت بيكي، وهي تستمتع بمظهر فرين، التي بدت أكثر استرخاءً من المعتاد.
"لا أحب الحلويات كثيرًا، لكنني سأجربها." أجابت فرين بابتسامة خفيفة.
كان هناك شعور من الراحة بينهما. بينما كانت بيكي تتحدث عن مغامراتها في المدينة، كانت فرين تستمع بفضول، وتبتسم في بعض الأحيان. تذكرت بيكي كيف كانت فرين تتجنب الخروج، وقررت أن تكون مرحة كما يمكن.
"هل تعرفين؟ أعتقد أنك قد تحبين الذهاب إلى المعرض الفني في نهاية الأسبوع. سيكون هناك فنانين رائعين!" اقترحت بيكي.
"لا أعتقد أنني أستطيع." ردت فرين برفق. "أحب الهدوء أكثر."
"لكن الفن هو وسيلة رائعة للتعبير عن المشاعر. يمكنك أن تري من خلاله شيئًا مختلفًا." قالت بيكي، تتابع النظر في عيني فرين.
كاد قلب فرين أن ينبض بقوة. لم تكن قادرة على التعبير عن مشاعرها بوضوح، لكن رغبتها في فهم بيكي بدأت تتسرب إلى قلبها. "قد أفكر في الأمر."
استمرت المحادثة، ومع مرور الوقت، شعرت فرين بأنها تتنفس قليلاً. كانت تلك الأجواء الجديدة تجلب لها شعورًا بالراحة، وقدرت أن تتحرر من بعض الحواجز التي بنتها حول نفسها.
بينما كانوا يغادرون المقهى، قررت بيكي أن تأخذ الأمور إلى مستوى آخر. "دعينا نذهب للتنزه في الحديقة. الجو رائع اليوم، وقد يكون جميلًا أن نتجول سويًا."
لم تكن فرين متأكدة، لكن هناك شعورًا من الارتياح في قرب بيكي جعلها توافق. "حسنًا، لنذهب."
في الحديقة، كانت الألوان تتلألأ من حولهما، والأطفال يلعبون في المساحات الخضراء. كانت بيكي تتحرك بحيوية، بينما كانت فرين تمشي بجانبها ببطء، تستمتع بالمشهد.
"أتعلمين؟ لقد كنت أفكر فيك كثيرًا، وفي مدى صعوبة كسر تلك الجليد." قالت بيكي بحب.
نظرت فرين إلى الأرض، وعندما رفعت عينيها، كانت ترى في عيني بيكي شعورًا بالصدق. "أنا آسفة إذا كنت قد جعلتك تشعرين بالإحباط."
"لا أحتاج إلى اعتذار. أنا هنا لأكون صديقة لك، وكل ما تحتاجينه هو الوقت." أجابت بيكي، بابتسامة دافئة.
ومع كل خطوة، بدأت فرين تدرك أنها تستمتع بوجود بيكي بجانبها. ومع كل ضحكة، كان هناك شعور جديد من الألفة. لكنها كانت لا تزال مترددة. كيف يمكنها أن تكون تلك الفتاة التي تسمح لنفسها بالحب، بينما كانت قد جمدت قلبها لفترة طويلة؟
وفي تلك اللحظة، توقفت بيكي، واستدارت نحو فرين. "أريد أن أخبرك بشيء مهم."
"ما هو؟" سألت فرين، مع فضول متزايد.
"أنا هنا من أجلك، أريدك أن تعرفي ذلك. ليس فقط كصديقة، بل لأنك شخص مميز جدًا بالنسبة لي." قالت بيكي بوضوح.
شعرت فرين بضيق في صدرها. كانت كلمات بيكي تتردد في أذنيها، وأصبحت مشاعرها في حالة من الارتباك. "لا أريد أن أؤذي مشاعرك."
"لكنني أريدك أن تعرفي أنني هنا، وأنني أقبل كل ما أنت عليه." ردت بيكي بتفهم.
توقفت فرين للحظة، ووضعت يدها على قلبها. "أحيانًا أشعر بأنني لا أستحق كل هذا الحب."
"أنت تستحقين كل شيء، فرين. كل ما تحتاجينه هو أن تفتحي قلبك قليلاً." أجابت بيكي برقة.
أخذت فرين نفسًا عميقًا، وعندما نظرت إلى عيني بيكي، شعرت بشيء جديد. كانت تلك الفتاة الصغيرة قادرة على إدخال النور إلى عالمها المظلم. "ربما أحتاج إلى بعض الوقت لأفهم."
ابتسمت بيكي، وشعرت بالارتياح لأن فرين بدأت تستجيب. "لا تتعجلي، سأكون هنا مهما طال الوقت."
واصلتا السير في الحديقة، وأخذت فرين تراقب بيكي، التي كانت تضحك وتلعب مع الأطفال، بينما كانت تشعر بأن قلبها بدأ في الانفتاح. كانت تلك الصداقة تبدأ في التفتح مثل الزهور في الربيع، وقد تكتشف فرين شيئًا لم تتخيله من قبل—حبًا عميقًا، حتى لو كان يحتاج إلى وقت ليظهر.
ومع غروب الشمس، بدأت فرين تدرك أنها بدأت تتجاوز حدودها. كان هناك شعور بالانتماء، شعور جعلها تتساءل عن معنى الحياة والمشاعر. وقررت في تلك اللحظة، أن تكون أكثر انفتاحًا.
"بيكي، أعتقد أنني سأجرب الذهاب إلى المعرض الفني معك." قالت فرين أخيرًا.
تجمدت بيكي في مكانها، ثم انفجرت ضاحكة. "هذا رائع! لن تندمي على ذلك!"
كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تدفئ قلب فرين، بينما بدأت رحلتهم الجديدة تتشكل، رحلة مليئة بالاكتشافات والمشاعر. ومع كل يوم، كانت بيكي تأخذ بيد فرين، تضيء لها طريقها نحو عالم جديد، عالم يملؤه الحب والصداقة.
______________________________________البارت الثاني ♥️♥️♥️

أنت تقرأ
the day we met ♡♡
Romanceفرين تحب العزله و الهدوء بينما بيكي جارتها تحب المرح مع الأصدقاء و بيكي كامت تحب فرين سرا لكن فرين كانت تراها مثل اختا لها حتي تغير الوضع تماما و سيحدث مفاجأت لم يتوقعها كليهما أبدا ♡♡