فترة الصمت 🔕 🥲

29 3 0
                                    

مرت الأيام بعد اعتراف بيكي بحبها، ومع كل لحظة كانت فيها فرين مع بيكي، كانت تشعر بمزيج من السعادة والقلق. شعرت بقلق داخلي، كأنها تخشى من فتح قلبها بالكامل، مما جعلها تشعر بأنها بحاجة إلى بعض الوقت بمفردها.

لم تكن فرين معتادة على المشاعر العميقة التي بدأت تتطور بداخلها. لذا، قررت أن تأخذ خطوة للخلف وتبتعد قليلاً عن بيكي. في الأيام التالية، كانت تتجنب الخروج معها أو حتى الرد على رسائلها. كان قلبها يؤلمها، لكنها شعرت أن الابتعاد هو الحل الأفضل في تلك اللحظة.

استمرت تلك الأيام في تمريرها ببطء، وكانت فرين تشعر بالوحدة. في بعض الأوقات، كانت تتذكر اللحظات الجميلة مع بيكي، وكيف جعلتها تضحك وتستمتع. لكن كلما تذكرت اعتراف بيكي، كانت تخاف من عدم قدرتها على reciprocate تلك المشاعر.

في صباح يوم مشمس، قررت فرين أن تخرج للتنزه في الحديقة. بينما كانت تسير، سمعت ضحكات من بعيد. نظرت ورأت بيكي مع أصدقائها، وكانت تتحدث وتضحك كما اعتادت.

شعرت فرين بقلق يتسلل إلى قلبها. لم تستطع تحمل رؤية بيكي وهي سعيدة دونها. لكن في الوقت نفسه، لم تكن مستعدة للتحدث. قررت أن تتجاهل الأمر وتكمل تنزهها.

مرت الأيام، وكلما كانت تذهب إلى الحديقة، كانت ترى بيكي مع الآخرين، وكانت تلك اللحظات تجعل قلبها يؤلم أكثر. كانت تشعر بالخسارة، لكن خوفها كان أكبر من رغبتها في الاقتراب.

في إحدى الليالي، جلست فرين في شقتها، تفكر في كل ما حدث. "لماذا أبتعدت؟" تساءلت. "لماذا أضع جدارًا بيني وبين شخص يهتم بي؟"

شعرت بفراغ كبير في قلبها. أدركت أنها تشتاق لبيكي أكثر مما كانت تتخيل. كانت تلك العزلة مؤلمة، لكنها كانت تخشى من التعلق.

قررت فرين أخيرًا أنها تحتاج إلى مواجهة مشاعرها. "لا يمكنني الاستمرار في تجنبها. يجب أن أكون صادقة مع نفسي." قالت في نفسها.

في اليوم التالي، استجمعت شجاعتها، وأرسلت رسالة لبيكي: "مرحبًا، هل يمكنك أن تلتقي بي؟ أحتاج للتحدث."

ترددت بيكي قليلاً، ثم أجابت: "بالطبع! سأكون هنا."

عندما التقيا في الحديقة، كان هناك توتر في الهواء. كانت فرين تشعر بقلبها ينبض بشدة، بينما كانت بيكي تنتظر بقلق.

"أعتذر عن عدم التواصل في الأيام الماضية." بدأت فرين، صوتها منخفض.

"لم يكن هناك حاجة للاعتذار. كنتِ مشغولة، أليس كذلك؟" ردت بيكي، تحاول أن تبدو غير مهتمة، لكن كان هناك شعور من الخوف في عينيها.

"لا، الأمر ليس كذلك. كنت أفكر كثيرًا في كل شيء. في مشاعري، وفي ما تريدينه مني." قالت فرين بصوت مرتعش.

"هل تشعرين بالضغط بسبب ما قلته؟" سألت بيكي، محاولة فهم ما يجري.

"نعم، شعرت بالخوف من الارتباط. لم أختبر ذلك من قبل، وكان الأمر مخيفًا." اعترفت فرين، عينيها تبحثان في عيني بيكي.

"لكنني هنا لأجلك. أنا لا أريد أن أضغط عليك. أريد فقط أن نكون معًا، ونستكشف ما يعنيه ذلك." أجابت بيكي، عينيها تتألقان بالأمل.

شعرت فرين بأن تلك الكلمات كانت بمثابة ضوء في نفق مظلم. "أريد أن أكون معك، لكنني أحتاج إلى الوقت لأتعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر."

"هذا جيد، فرين. سأكون هنا، مهما استغرق الأمر." قالت بيكي برفق، وكان هناك شيء يلمع في عينيها.

شعرت فرين بشيء مريح يتسلل إلى قلبها. "شكرًا لك على تفهمك. لم أكن أريد أن أجرحك، لكنني كنت أحتاج إلى بعض الوقت."

"أنا سعيدة لأنك هنا الآن. دعينا نأخذ الأمور ببطء. يمكنك دائمًا التحدث معي عن أي شيء." ردت بيكي، عينيها مليئتان بالحب والقلق.

مع مرور الوقت، بدأت فرين تدرك أن التجنب لم يكن الحل. كانت بحاجة إلى المواجهة، وأن تكون صادقة مع نفسها ومع بيكي. ومع تلك اللحظة من التواصل، بدأت تتلاشى الحواجز التي وضعتها حول قلبها.

وبينما كانت الأشجار تتمايل مع النسيم، شعرت فرين أن كل شيء قد يبدأ من جديد. كان هناك شعور من الأمل في الهواء، وكأنهما قد عادا إلى نقطة البداية، لكن هذه المرة، كان بإمكانهما استكشاف كل ما ينتظرهما معًا.

البارت السادس 💙💙

the day we met ♡♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن