غريب وجميل

13 3 5
                                    

جأرجل صغيرة تلامس العشب بخفة، تركض بخطوات سريعة بين زهور الحديقة الصغيرة، تدفع بوابة خشبية بيد طفولية ناعمة، بينما اليد الأخرى تقبض على ورقة نقدية طُبعت عليها آثار أصابعها الصغيرة من شدة تمسكها بها. هرولت نحو متجر بسيط، تقف أمامه لافتة قديمة متآكلة الأطراف. داخل المتجر، كان هناك رجل عجوز، وجهه مليء بالتجاعيد، لكنها تجاعيد ودودة تنبض بالحياة. ابتسم لها بمجرد أن وقعت عيناه عليها.

رفع حاجبيه بدهشة مسرحية وقال بنبرة مبحوحة، لكن مليئة بالدفء:
«آه! من هذه الصغيرة؟»

رفعت يديها الصغيرة نحوه وهي تردد بصوت طفولي خافت:
«شي شي!»

ضحك العجوز، فرد ذراعيه بحب ورفعها بين يديه، مستغربًا كيف كانت خفيفة كريشة. أشار إلى المثلجات خلفه وسأل:
«أي نكهة تريدين يا صغيرتي؟»

كانت أصابعها الصغيرة تشير بسرعة نحو المثلجات ذات اللون البني. قال العجوز بحماس يشبه طفلًا:
«الشوكولاتة؟ اختيار رائع!»

أنزلها برفق، أمسك علبة صغيرة، وبدأ يضع لها المثلجات. قدمها إليها بابتسامة عريضة، لكنها لم تأخذها مباشرة. همست له شيئًا، فانخفض قليلًا ليستمع إليها.

اقتربت منه فجأة وطبعت قبلة خفيفة على خده المليء بالتجاعيد. تراجع الرجل بضحكة عميقة، كانت تلك الضحكة تحمل دهشة وفرحًا:
«مع السلامة، شي شي! عودي إلى المنزل بسرعة، حسنًا؟»

فتحت أون شي عينيها فجأة...
صوت الأجهزة الطبية يملأ الغرفة المظلمة. كانت تشعر بثقل قناع الأكسجين على وجهها، وصوت التنفس بدا كأن العالم بأسره يضغط عليها. احتاجت دقائق لتدرك ما يحدث. بدأ الألم يجتاح صدرها عندما عادت الذكريات دفعة واحدة.

الفتيات اللاتي حاصرنها... الفتى الذي نفخ الدخان في وجهها... وتايهيونغ، وجهه المتعجرف، وصوته الغاضب.

أغمضت عينيها بقوة، وكأنها تريد أن تطرد الألم، لكنه كان يحترق داخلها كجمرة. التفتت جانبًا، ورأت جسد جيسي النائم على الأريكة بجانبها. ملامحها بدت منهكة، وكأنها لم تنم منذ أيام. شعرت أون شي بعطش شديد، وبدأت تبحث بعينيها عن شيء يروي ظمأها. رأت كوب ماء على المنضدة القريبة، مدت يدها بتردد، لكن بمجرد أن تحركت، انفصل أنبوب الأكسجين عن القناع.

صوت ضخ الأكسجين تردد في الغرفة، وأحست أون شي بالاختناق.
كأنها تحاول التنفس تحت الماء، وكل محاولة تزيدها تعبًا. فزعت جيسي من صوت الأجهزة، قفزت نحوها بخوف شديد:
«أون شي! ماذا حدث؟ اهدئي، سأساعدك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: a day ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن