عاد سام إلى المنزل بعد يوم طويل الظلام يلف المكان كما اعتاد أن يكون، أغلق الباب خلفه بهدوء وصوت خطواته على الأرضية الخشبية بالكاد يُسمع لكن ما لم يتوقعه هو المشهد الذي استقبله في غرفة المعيشة.
هناك وسط الضوء الخافت المنبعث من شاشة التلفاز كان فيليكس مستلقيًا على الأريكة و البطانية تغطيه بإحكام وجهه البريء مكشوف وأنفه المحمر من البرد يعكس هشاشته، كان شعره الفوضوي الذهبي يتوهج كأنه خيوط من ضوء شاحب وشفتيه الممتلئة بدت هادئة بشكل غير معقول، وكأنهما تهمسان بأسرار لا يمكن لسام الوصول إليها.
سام تجمد في مكانه و عينيه الباردتين المعتادتين على تجاهل كل ما يثير المشاعر علقتا عليه فللحظة بدا فيليكس ككائن من عالم آخر، جميل بطريقة مقلقة مثل لوحة رسمت بعناية لتثير الإعجاب والاضطراب معًا، لم يكن سام يعرف ما أثاره أكثر، هدوء وجهه أم الطريقة التي كان فيها ضعيفًا بشكل يجعل القلب، حتى القلب الذي ظن سام أنه مات منذ زمن ينبض ببطء غير مريح.
اقترب خطوة، ثم أخرى و عيناه تفحصان تفاصيل هذا الجمال الذي لم يره من قبل، فيليكس كان فتنة متناقضة، بريء لكنه مثير، ضعيف لكنه مغرٍ وكأن النوم كشف شيئًا مخفيًا تحاول يقظته إخفاءه.
وقف بجانبه، أصابعه تقبض على حافة البطانية للحظة قبل أن يغطيه بها برفق وقد كانت الحركة ناعمة وغير متوقعة منه كأنه يخشى كسر هذا المشهد الهادئ ثم تراجع ببطء، لكن عيناه بقيتا معلقتين على وجه فيليكس يحاول أن يتجاهل ذلك الانجذاب الغريب الذي بدأ يتسلل إلى روحه الباردة.
كان هناك شيء يثقل حركته، انجذابه هذه المرة لم يكن مجرد رغبة عابرة يستطيع إخمادها بسهولة بل كان أعمق و أقرب إلى شعور غريب يُربكه، شعر بشيء أشبه بالرغبة يغمره لكنه أعمق و أقرب إلى انبهار غريزي، كأنه يرى تحفة فنية ويرغب لأول مرة في لمسها.
لأول مرة، وقف بلا حيلة أمام رغبة لم يستطع تسميتها وأمام مشاعر بدت أكبر من كل ما اعتاده.
الحركة الخافتة لرمش عيني فيليكس لفتت انتباهه ففتح الأشقر عينيه ببطء تحدقان بنعاس في الغرفة المظلمة قبل أن تستقرا على سام بينما صوته خرج خافتًا ومبحوحًا يعكس أثر النوم.
أخيرًا عدت… إنها المرة الأولى التي تتأخر فيها هكذا.
قالها فيليكس بصوت خافت وهو يجلس ببطء في نبرته مزيج من العتاب والبراءة بينما رفع يده ليمسح وجهه بنعاس، أما سام بوجهه الجامد ونظراته التي لا تكشف شيئًا لم يُظهر أي انفعال لكنه في أعماقه شعر بشيء مشتعل يهدد استقراره، ومع ذلك أجاب بنفس النبرة الباردة.

YOU ARE READING
SON OF A BITCH
Fanfictionفيليكس مواطن إيطاليّ و موظّف مثالي يسمع حديثا لا يتوجّب عليه سماعه و ينتهي به الأمر بقبضة زعيم المافيا الكوري البرازيلي هوانغ سام. " كان مجرد طفل لا يفهم العالم كما يفهمه الآخرون، عالم مشبع بالمشاعر التي كانت بالنسبة له ألغازًا لا يستطيع فك شيفرتها...