استفاق فيليكس في غرفته والشمس ما زالت ترسل أشعتها الخافتة عبر النافذة، لكنه لم يكن قادرًا على التخلص من ذكريات اليوم السابق التي تلاحقه، كانت غرابة تصرفات إيان تثير في ذهنه الكثير من التساؤلات لكنه كان يدرك أن ما شغل باله أكثر هو سام فاقتحام سام المفاجئ للمكان لا يزال حيًا في ذاكرته.
كانت رائحة سام، تلك الرائحة الرجولية تعيد له مشاعر غريبة كإدمان لا يستطيع مقاومته،صوته العميق وهو يسأله إن كان بخير كان يتردد في آذنه كأن السؤال يحمل بين طياته أكثر من مجرد اهتمام عابر.
ثم جاءت لمسات سام الرقيقة لجسده كأنه يعامل لوحة فنية، تلك اللمسات كانت تهدئه دون أن يشعر وتبعث مشاعر محببة لقلبه،أما نظراته القلقة فقد جعلت فيليكس يشعر بشيء جديد ينبض في داخله، شيء كان يثير توتره ويجعله في حيرة من أمره.
كان مدركًا للمشاعر التي بدأت تتكون في قلبه تجاه هذا الرجل الجليدي لكن رغم هذا الإدراك كان عاجزًا عن التحكم بها وكأن قلبه بدأ يعتاد على هذه الفوضى العاطفية بينما عقله يحاول أن يفرض السيطرة.
لكنه في النهاية، كان يعلم أنه لن يهرب منها ففي مكان ما داخله كان يشعر أن هذه المشاعر ستتماشى معه في النهاية وسيترك نفسه لها دون مقاومة.
دخل سام الغرفة بهدوء خطواته ثقيلة لكنها لا تصدر أي صوت ثم جلس بالقرب من فيليكس وجعل نظرته الباردة تتجه نحو الأخير محاولًا أن يُخفي مشاعره المتضاربة خلف تلك النظرة الصارمة.
كان فيليكس يبصره بتوتر بينما نظر رجل الثلج إلى فيليكس بنظرة حادة وسأله بنبرة هادئة تخفي وراءها غضبًا مكتومًا.
لما غادرت معه؟
كان فيليكس يشعر بشيء من التوتر، يحاول جاهداً أن يجد مخرجًا من هذا الموقف الحرج لكن قبل أن يجيب سأل سام بهدوء مرة أخرى.
هل تشك بي؟
لم يستطع فيليكس الإجابة فورًا فهز رأسه بنفي شديد وهو يشبك أصابعه بتوتر يحاول أن يشرح نفسه.
ليس ذلك... أنت فقط لا تخبرني بشيء، واعتقدت أنه قد يعطيني جوابًا ما.
قال فيليكس بتردد مؤشرا على سام وكان يعي تمامًا أن هذا قد يثير غضب الأخير الذي لم يحتمل أكثر فصرخ فجأة موجهًا كلامه بقوة ومتمسكا بمعصم الأشقر الموجه إليه بخفة كانت قاسية بالنسبة للذي أنّ بألم .
وماذا لو افتعل بك شيئًا أسوأ؟! ماذا واللعنة لو لم أصل بالوقت المناسب؟!
صرخ سام بغضب شديد و كان صوته مليئًا بالقلق والإنفعال كأن الكلمات تكاد تخرج من حلقه عنوة، بينما شعر الأشقر وكأن صوته يصرخ في قلبه وعينيه تجنبت تمامًا مواجهة عيني سام بخوف محاولا فك معصمه من بين يدي الوحش الغاضب أمامه،كان يلهث من التوتر وشعر بشيء يشد قلبه.

YOU ARE READING
SON OF A BITCH
Hayran Kurguفيليكس مواطن إيطاليّ و موظّف مثالي يسمع حديثا لا يتوجّب عليه سماعه و ينتهي به الأمر بقبضة زعيم المافيا الكوري البرازيلي هوانغ سام. " كان مجرد طفل لا يفهم العالم كما يفهمه الآخرون، عالم مشبع بالمشاعر التي كانت بالنسبة له ألغازًا لا يستطيع فك شيفرتها...