SON OF A BITCH

الفصل التاسع عشر: ظِلُّ الشَّغَف

في عمق الملهى الليلي حيث امتزجت الأضواء الساطعة بألوانها النابضة مع إيقاع الموسيقى الصاخبة، جلس فيليكس مترنحًا فوق طاولة منخفضة يهمس بكلمات لا معنى لها و على الطرف المقابل جلس سام ظهره مستقيم كالسيف ووجهه كالصخر لا تعبير فيه سوى برودة متناهية، كان يحتسي مشروبه ببطء مراقبًا فيليكس ثم مد يده ليرفع خصلة من شعر الأشقر التي انسدلت على وجهه ثم قال بصوت منخفض لكنه حازم.

لقد بالغت بما يكفي الليلة.

فيليكس و بنعومة طفل وجد مأوى فتح عينيه قليلاً ونظر إلى سام، ابتسامة طفولية ارتسمت على وجهه قبل أن يغلق عينيه مجددًا ويهمس بصوت مشوش.

أنت دائماً جاد جداً... استرخِ قليلاً، العالم ليس سيئاً لهذه الدرجة...

في ظل تلك الأضواء المتراقصة ظهر رجل بهدوء و اقترب من سام بخطوات محسوبة قبل أن يميل نحوه هامسًا بصوت بالكاد يُسمع.

سيدي... إنهم يقتربون.

رفع سام بصره نحو الرجل دون أن يشي وجهه بأي أثر للدهشة و اكتفى بابتسامة صغيرة تكاد لا تُرى ثم وضع كأسه جانبًا ونهض، حركته هادئة كمن يتحكم في الزمن.

خطا نحو فيليكس المترنح وأحاطه بذراعيه كما لو أنه يحمل وزنًا لا يُذكر و وجه حديثه إلى السائق الذي وقف على أهبة الاستعداد قائلاً بنبرة منخفضة لكنها قاطعة.

قد السيارة إلى المنزل و تأكد أن كبير الخدم يعتني به كما ينبغي.

راقب سام السيارة وهي تبتعد، أنوارها تتلاشى تدريجيًا في عتمة الليل ثم أدار وجهه نحو رجاله المنتشرين وسط الحشود كذئاب متنكرة و بيد حازمة سحب مسدسه ببطء كأنما يعلن بداية لعبة لا تعرف الرحمة و أومأ برأسه إشارة واحدة فاختفى رجاله بين الجموع يتحركون بصمت مدروس.

لم تمض سوى لحظات حتى انفتح باب الملهى بعنف واندفع رجال ببدلات سوداء وجوههم متجهمة ونظراتهم متيقظة، كانوا كالظل ينتشرون بسرعة في كل مكان و أيديهم على أسلحتهم في استعداد دائم.

سام لم يتحرك بل ظل واقفًا كأنما الزمن قد توقف من أجله و أشار بيده إشارة أخرى وفي لحظة واحدة تحول المكان إلى فوضى عارمة.

طلقات الرصاص قطعت أوتار الموسيقى وصرخات الناس ارتفعت فوق كل صوت، الحشد تحوّل إلى موجات من الفوضى والدماء امتزجت بأضواء الملهى اللامعة.

رجال سام تحركوا بمهارة قاتلة ينفذون أوامره بصمت مطلق و وسط كل هذا الخراب كان سام ثابتًا كالصخرة ينظر إلى المشهد بعين باردة كأنما يدرس لوحة مشوهة.