الفصل السابع عشر: عَبرُ الحُدُود

836 77 117
                                    

كان سام يجلس بجوار فيليكس أقرب مما اعتاد عليه، بينما الأشقر ما زال يشعر ببعض الإحراج الذي بدا واضحاً من ملامحه المتوردة ونظراته الهاربة بين الحين والآخر.

الجو كان هادئاً لكنه مشحون بدفء لا يمكن وصفه، سام الذي لم يعرف الحب يوماً ولم يختبر ما تعنيه المواعدة كان ضائعاً تماماً كأنه تائه في بحر لم يعبره من قبل.

لكن فيليكس ببصيرته الهادئة كان مثل بوصلة له يساعده على إيجاد طريقه وسط متاهات مشاعره.

ظل الصمت سائداً للحظات قبل أن يكسره فيليكس، نبرته هادئة لكنها تحمل شيئاً من الفضول المُلح.

إذا... ألن تخبرني بما حدث من وجهة نظرك؟ قصة إيان تلك لا تبدو ككذبة تماماً، كأنها حقيقة زائفة.

رفع سام نظره ببطء وكأنه يحاول جمع شتات أفكاره و تنهد بعمق قبل أن يتحدث بصوت كان منخفضاً لكنه محمّل بثقل مشاعر قديمة لم يتخلص منها بعد.

أنت تعلم بالفعل أنني ابن الشخص الذي قتل والديك.

كلماته خرجت كأنها اعتراف، وكأنها ذنب يحمله سام على كتفيه منذ زمن و كان يدرك أن هذه الحقيقة قد تغير كل شيء، كان ينتظر رد فعل فيليكس بحذر كأن كل شيء معلق على تلك اللحظة.

لكن فيليكس و دون تردد نفى برأسه بابتسامة هادئة كأن تلك الكلمات لم تلامسه بأي شكل سلبي ثم نظر إلى سام بعينيه الهادئتين وقال بوضوح وثقة.

أنا لا أهتم بكونه والدك، أنت لم تفعل شيئاً وهذا كافٍ.

في تلك اللحظة شعر سام بشيء مختلف، كأن الكلمات التي قالها فيليكس أزالت جزءاً من الثقل الذي كان يرزح تحته لسنوات، و تلك الابتسامة الصغيرة الهادئة كانت كافية لتخبره أن هناك شخصاً لا ينظر إليه كخطيئة متوارثة، بل كإنسان حقيقي بريء.

نظر سام إلى فيليكس بنظرة هادئة مليئة بمشاعر لم يعرف كيف يعبر عنها وبدأ الحديث.

كنت في سنتي الثانية حين توفي والدي وعادت والدتي إلى وطنها، كنا نعيش حياة هادئة و بسيطة بينما كانت تحاول أن تعلمني أشياء لم أكن أفهمها آنذاك، مشاعر ربما لم أدركها قط.

جلس فيليكس بصمت متمسكاً بكلماته بفضول واضح مستمعاً لكل تفصيل بينما أكمل سام بنبرة متجردة.

لكن في أحد الأيام عندما عدت إلى المنزل وجدت سيارات الشرطة مصطفة أمام البيت، الأشرطة الصفراء أحاطت بالمكان و لم أكن بحاجة إلى سؤال أي أحد لأعرف في تلك اللحظة أن والدتي.. كانت مقتولة داخل المنزل.

SON OF A BITCHWhere stories live. Discover now