SON OF A BITCH

الفصل الثاني عشر: لَمسَةٌ مُختَلِفَة

فيليكس جلس على الأريكة يحمل الوثائق بين يديه وعيناه تتفحصان التفاصيل بعناية، رغم أن هذه المعلومات قد تصدم أي شخص عادي إلا أنه بقي هادئًا فقد أصبح معتادًا على اكتشاف أمور غريبة وغير متوقعة منذ أن انخرط في هذه الحياة الغامضة.

الصور التي أمامه كانت غامضة بحد ذاتها و التقطت له في مكان مجهول أشبه بمختبر مهجور أو منشأة سرية، لكن اللافت للنظر كان اسم ليون دونوف المكتوب بجانبها.

الوثائق لم تتوقف عند الصور فقط بل تضمنت صفحات تحكي عن تجارب غريبة وغير مفهومة بينها رسومات لليون تحيط به فراشات بألوان زاهية وكأنها جزء من التجارب التي كانوا يتحدثون عنها، عند زاوية إحدى الأوراق كانت هناك كلمة مكتوبة بخط صغير: "سر الفراشات".

توقف فيليكس عند هذه العبارة متسائلا عن ما قد تعنيه و وضع الوثائق جانبًا للحظة متكئًا إلى الخلف وعقله يدور في محاولة لفهم المعنى الخفي وراء هذه المعلومات.

أدرك أنه بحاجة إلى التعمق أكثر لكنه هذه المرة شعر بشيء جديد يتسلل إلى داخله، ربما ولأول مرة منذ فترة طويلة كان على وشك اكتشاف شيء قد يغير كل شيء.

جلس سام بجانب فيليكس بهدوء لكنه لم يكن بحاجة إلى الكثير من الكلمات ليعلن عن جديته، نظراته وحدها كانت كافية لتُشعر فيليكس بثقل ما سيُقال فصمت للحظات وكأنه يجمع شتات أفكاره قبل أن ينطق بما يشبه حكمًا لا رجعة فيه.

لقد أمسكت المنظمة بالأمير في النهاية...

قالها بصوت منخفض لكنه يحمل نبرة قاسية تختلط فيها المرارة بالغضب.

لم يستخدموا القوة بل المكر، خطة محكمة، مصيدة جعلته يسقط دون أن يدرك، ولما وقع بين أيديهم بدأ مشروعهم الحقيقي، تحويله إلى سلاح سياسي يمكنهم من خلاله التحكم في هذا البلد بأسره.

سام توقف للحظة محدقًا في الفراغ وكأن ذكرياته تجلب له صورًا يصعب محوها.

لكن السيطرة عليه لم تكن بسيطة، كان عليهم كسر شيء أعمق وهي روحه، بدأوا سلسلة من التجارب التي لا يمكن تخيلها،تنويم مغناطيسي، تحفيز عقلي مكثف و اختبارات استنزفت منه كل ذرة طاقة. ومع كل يوم كان يخسر شيئًا من نفسه، شيئًا لا يمكن استرجاعه."

فيليكس لم ينبس بكلمة لكن قبضته اشتدت حول الوثائق في يديه بينما سام وكأنه شعر بضغطه أكمل بصوت أكثر انكسارًا.

ببطء بدأ يفقد ذكرياته، الأسخاص الذين كانوا يوما ملجئه كان ينظر في وجوههم ولا يراهم بحيث أنهم كانوا ينادونه بأسمائهم و يحاولون إنعاش ذاكرته في كل مرة كأنه روتين معتاد، لكنه كان يتلاشى أمامهم، كل شيء كان يختفي... ببطء ولكن بثبات قاتل.