"14"

13.9K 740 438
                                    

-

تباطأت نبضات قلبي شيئاً فشيئاً وذبلت عيناي اثر ارتطام انفاسه بشفتاي واختلاطها بأنفاسي ، اعتدت ان أراه بعيداً جداً للحد اللذي لا يمكنني إمساكه ، والان هو فوقي ولا يفصل بيني وبين تمزيق شفتيه سوا إنش واحد !

وضع يديه بجانب رأسي واستند عليهما ليبتعد عني ولا يزال يجلس على وركي ، وضعت يدي على صدري وانا احدق به في الاعلى وكان يفعل المثل ، نظرته باهته لا تُقرأ ونظرتي .. كانت مليئه بالرغبة !

ابتعد عني ليسقط على ظهره بجانبي ثم يلتف الى الجهه الاخرى وكأنه يستسلم للنوم مجدداً ، اغلقت عيناي سامحاً للهواء بدخول رئتي بعد حبسه طويلاً ثم استندت بعد ان جمعت قواي اخيراً وجلست وانا احدق بظهره

"نايل .. لما انت هنا؟"قلت بعد ان فكرت كثيراً بما سأقوله ولكنه لم يجيب ، زفرت الهواء بقوه ووقفت وانا أضيف"الجو بارد وسوف تمرض ، عليك العوده للمنزل"

"احملني"

نظرت ببلاهه حتى ادركت ما اللذي قاله للتو ، اتسعت عيناي ولا يزال ينظر الى الجهه الاخرى واضعاً ذراع واحده تحت رأسه ، هل هو ثمل؟

"هاه!" هذا ما خرج مني بعد صمت لثوانٍ ، التفت اخيراً بإتجاهي لتقع عيناه السماويه على خاصتي وتجعلني مُرتبك اكثراً من اللازم ، كلانا بقي صامت يحدق بالاخر ، مد نايل يده كطلب لمساندته على الوقوف ، حدقت بيده ثم اعدت بصري لعينيه التي لا تزال تنظر الي بشكل غير مقروء

امسكت بيده وجررته الى الاعلى وكان خفيف حقاً لانه ما ان قمت بجره حتى وقف بسرعه وارتطم صدره بصدري ، لم يرجع خطوه واحده للخلف بل كان يحدق في عيني مباشره ، لما يتصرف بهذا الشكل الغريب؟

عدت خطوه للخلف واستدرت لأبتعد ، كنت قلق ومرتبك ومتوتر ومحرج كذلك ! جميع هذا المشاعر تتخبط في داخلي جاعله مني مشتت بالكامل

وضعت أصابعي على عيني لأستعيد بعض التركيز قليلاً وكنت اسير بإتجاه البوابه واسمع صوت خطوات نايل خلفي ، وصلنا للبوابه واستدرت بإتجاهه لأجده ينظر الى الجهه الاخرى ، نظر الي بعد ان احس بتوقفي وضيق عينيه وكأنه يسأل ما سبب وقوفي

"اين هو منزلك؟" سألت ثم ألقى بصره على قدميه متأفف ، هل انا اتحدث كثيراً ؟ يبدو منزعج

زفرت الهواء ووضعت يدي بجيبي ثم همست "اذاً .. وداعاً؟" قلت كسؤال ولم انتظر اجابه لاني بدأت بالسير مبتعداً ، ليس الامر وكأني اتجاهله ! ولكني فقط لا اريد ان اعيد تِلك الأسطوانة الحزينه مجدداً ، لقد قررت مُسبقاً تجاوز نايل وأظنني سأفعل.

One More Round - Larry Stylinsonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن