نفوسٌ حرة...نفوسٌ ثائرة

74 6 0
                                    

-في اليوم التالي تفرق كلٌ في طريقه،استيقظ عمر بعد ان بات ليلته عند سامي-

سامي:اليوم موعدنا... ،اثق بهم،سيفعلونها اليوم وادعو لهم
عمر:الساعة التاسعة ...،انهم بهذا القرب...الى فلسطين،45دقيقة!

-التف عمر الى النافذة ونظر الى السماء الزرقاء-

سامي(ضاحكاً):فيم تحملق ياعمر ، جميلة ،حسناء؟!،دعني انضم اليك!

عمر:وما شأنك انت...،نعم انها الحسناء التي عشقت...
-تحرك سامي الى النافذة ليرى فتيان يحملون الحجارة والزجاجات الحارقة...

سامي(بصوت مرتفع): الى اين يا شباب!
اجابه احدهم: الى اين يعني؟،نذيق علقماً!

سامي:وكأن نار هذه الارض تشهد لهم،وجنتها تغمدهم...
الم تسل نفسك كيف يعانق الهواء حجارتنا تلقيها على اعدائهم،اليس وكأن هذه الارض تحارب معنا؟

عمر:كلا، ليس الأمر وكأن فلسفتك الشاعرية تحكمنا،على ارضنا نقف وحدنا،وفوق سماءنا رب ينصرنا
وغيرنا يقاوم من اجل ارضهم ايضاً،هذه الارض يا سامي!تذكر هي لمن!،نحن مستؤمنين عليها اليوم ،وفي الغد نعيد الأمانة الى اهلها،نحن من اهلها ايضاً و انها ارض العربي والاعجمي وانها مرثية تسقى بدمائنا

سامي:اذا أخبرني ياعمر.
انت لم تكن تنظر اليهم اليس كذلك؟،اكنت تنظر للسماء؟
عمر:نعم ،سئمت حكم الأرض ورضيت حكم السماء...
سامي:اهذه ثورتك على ارضك؟
عمر:ثورتي على من يقف عليها،اسمع يا سامي...بينما الأرض تكتنز الدماء ،وتتوشح الاشلاء،فإن السماء لا تزال مزرقة وبنور الشمس مستنيرة،كأنما ترى جثة الأرض،لتبكي صابرة،فتلهم الثائرين للثورة،كلما نظروا اليها،ان النظر في هذه السماء هو فسحة ومتنفس،والهام ايضاً واستشعار بالعظمة،هذه السماء وهذه الشمس كانت شاهدة على مانفعل،على ماكسر اجدادنا من انوف الغزاة،الشمس شاهدة وبازخة على كل غاشم يطأ ارضنا،لتستودعه الظلمات بعد انكساره،
مر من هنا الجميع ولم يبقى الا نحن،واتى اليوم هؤلاء وسننتصر نحن!،الله غالب...وفي النهاية الله غالب...

سامي:اذاً اتندبني لفلسفتي الشاعرية؟،وانت الفيلسوف الشاعري،كم تهتاب الكلمات من ذكر ماهية الأرض فكيف لاتريدها الا تهتاب من ماهية السماء!

عمر(مازحاً):على غير عادة!،قلت شيء حقيقاً!

سامي:مانفكر به ،ليس دائما ما نتفوه به...

-اكتسح الصمت المكان لبرهة-
سامي:اذاً من تظن هذا الفتى؟،اعني "قيس"...
عمر: ما اعرفه حقاً،انه فتى مخيمات..."مخيم العروب"،فتى وحيد النشأة ،يتيم الوالدين ،هذا ماعلمته من "ابو سماح"،ولا شيء اكثر ...،لكنني اعتقد ان له غايتنا ذاتها،
سامي:فتى مخيمات اذاً...اظن انه يقاتل بكل مايملك !
كل شيء!
عمر:لا ادري ماهو حقيقةً،لكن ما اعلمه هو ان الرسالة التي القاها انتشلتني من البؤس!،هذا يكفي بالنسبة لي!

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن