حوارٌ مع فلسطين..

66 3 4
                                    

انت !
اتدري ما حصدت
اشكرت؟
ام قلت انك زرعت؟
وان الأوان لأرضك ان تبقى مابقيت
وتزرع الزيتون ان كان الغرقد ما اشتكيت..

فأين انت؟

اتعلم ما عَلِمْت؟

بأن البحر قد مات ..لأنك رحلت
وليتك تعود..

عزيت في مماته اشجار البرتقال..
لأنك يا صاحبي لست بالعزاء
قد ابعدتك عني هذه الحدود..

فمتى تعود؟

اتعلم ان عني رحلت؟

غضبت! احرقت نفسي حتى الي لا تعود!

لأهلك معي عدوك اللدود..

ولترثيني حينها بدمعة الحزين..
رثاء البحر الذي عاش للجدود

قال لها بحسرة"تهددين؟" افعلي ما تفعلين!

اهلكي عدوي،كما اهلكت "سدوم" قوم لوط

قالت له ..ثم الى اين تعود؟

الن يقتلك شوقك الي..
وذلك الحنين

انبئني كما نبأني اباؤك عن حقدك الدفين!

بأنك فيني لن تستهين..

لتعش يا بني كناقة حقود!

انت في عصر لا يعرف العهود!

ولتبقى لا تستكين...
بني..عد الي..
وان طالت السنين..
فأنا امك..
وانت لي الجنين..

بني.. امك قد اصابها المرض..
وانهكها التعب..

واخشى ان كنت لن تعود..
ان انسى العهود..
كلها!

واني سأموت!
كما اصاب بحرك المرض..
فمات..
ولتحسر على الرفات..
رفات البحر الذي انتفض!

بني لقد اصبت باليهود!!

فمتى تعود؟

دعني اذكرك بحقدك الدفين..

من ٧٠عاما قد مرت السنين..

وانت لم تعود..

اتذكر يا صغيري كيف اخرجوك..

رد عليها..نعم!،وانت بالحدود قسموك!

الا تذكرين،فطردت خارجاً..
كطائر حزين ثم قلت حينها
اني سأعود! لا بد ان اعود!

وملئني لاحقاً اليأس في كل حين ..

وانتظرت الممات..

فادمعت اعينها..
مسكينة!،من له ومن لها!

قلت لي انك لن تستكين!
وستحمل السيوف في وجه كل لعين!

اجابها: اتنكرين،لقد سال دمي اتسمعين!
صرت من زمرة التائهين!
صرنا بلا انصارٍ مهاجرين!

وبخته:لقد سمعت صوتي هناك
،في نجد والعراق
والشام ومصر  والحجاز
ثم تنكر السماع؟
وهممت بالوداع!

الم تسميني بالجمال؟
وصرت تناديني بالجلال
في كل حين؟

فأين الوفاء واين مروءة الرجال؟

وتقول اتسمعين؟

هذا مشين..

اسمع بني سأكون بالانتظار،

لتحكمك السنين
وتعود حراً طليق..

سأكون بالانتظار..

ولكن قبل ان تنام ..

تذكر البرتقال..

تذكر الياسمين..

من حوله الآراك..

وحينها لتسيل من عينيك الدموع
هائما بالرجوع
رافعاً رأسك حتى اراك.

ولا املك سوى..

اني اعلم انك سوف تعود...

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن