"الماض يا قيس..."

64 5 0
                                    



عملية انعاش اخرى...
-صوت المنعش الكهربائي يدوي-
حاولوا مجدداً!...
"بسم الله"
...
...
"لا فائدة...
لن يعيش..."

جهزوا كفنه...،ووشحوه بعلمه...
"ماا ان خرجت من هنا حتى امسك بي بقوة،"
-أخبرني! ،يا حضرة الطبيب!
"آسف لا استطيع ان اخبرك...،تجاهلته وخرجت لغيره،فلدي الكثير من المصابين غيره،ليس لأني قاس القلب،لكنني و انت استودعناه الله فقط!"
-حضرة الطبيب!...لا تكفنه براية!,فإنه تكفن الغاية!
"القى علي كوفية مخضبة بالدماء"
-،كفنه بهذه لعلها تشهد له، اما انا فإني خارج لأثأر...
-ومن ايضاً ستموت انت يا صاحبي ايضاً!،لن اوقفك لكنني لن اكفنك!
-انا خارج لأثأر...
-وانا باقٍ لأثأر،اذهب وعد،عبدالله...
"لن يثأر على اي حال،سيجلب الي موتى جدد،ولن يتوقف حتى يوقفوه،"

-بعد ثلاث ساعات-
"ما هذا فتى مصاب آخر ،لا تبدوا اصابة مميتة على اي حال،حروق في الذراع،..."
-اذًا من هذا الذي احضرت يا عبدالله؟
-فتى،كان في منطقة اشتباك،لقد عبر الحاجز ويبدوا عليه انه حاول ان يحرق جيب عسكري،بزجاجة حارقة،اصيب برصاصتين في كتفه الايسر وفخذه الايمن،.
-لسبب ما ارى مسدساً بحوزته،هل شخص يملك مسدساً سيلقي الزجاجات الحارقة؟...
"لعله اراد ان يصدر جلبة فقط،زيادة تركيز الدوريات في هذه المنطقة،ربما يريد اضعاف منطقة أخرى قد يكون نجح في هذا،لكنه ذاق عاقبة فعله"
-اذاً هل كان الوحيد الذي يملك الزجاجات الحارقة؟
-كلاً لكن كان يحمل كمية كبيرة منها،...كبيرة بحيث يوزعها على البقية...،
-هل كان مستهدفاً؟
-نعم لكنه كان متموهاً،كان يرتدي وشاحاً ابيض ويلقي الحجارة،والزجاج الحارق،على الرغم من وجود مسدس في جيبه...
-اسمع عبدالله،عليك ان تبقي عينيك على هذا الفتى،قد يحاول الخروج ،في حال اُقتُحِم المكان فحاول ان تخفيه،عليه ان يظهر خبيئه لنا،اوقفت النزيف ،سيأتي الدكتور كامل ليخرج الرصاص ،لا وقت لدي،هناك الكثير من المصابين ينتظرونني،
،فلدي من اصابتهم اشد خطورة.

-لا مشكلة...

-بعد مرور ساعتين استيقظ المريض-
-يبدو انك استيقظت،قمنا بخياطة جروحك،هل تستطيع ان تحرك يدك قدمك،ايًا كان...
-نعم ،قليلاً
-اذاً للأسف عليك انت ان تترك سريرك هناك الكثير من المصابين غيرك...
-لا بأس
-حمل عبد الله المريض ملقياً به على الأرض-
-هل يمكنني الخروج؟
-نعم سيمكنك،لكن بعد ان يأتي الدكتور ليعاينك،بوسعك الانتظار هنا بينما تجيب على بعض الاسئلة اسألك اياها.
-اليست هذه مهمة الطبيب؟
-كنت مستيقظاً؟
-استطيع ان اسمع على الاقل.
-وهل كنت تظن انني سأسمح لك بالخروج؟،لماذا تسألني؟
-الأمر استحق المحاولة.
-اه انظر قد اتى ليعاينك.
-تعني ليستجوبني.
...
الطبيب(واصلاً للتو):إذاً قد استفقت أخيراً،اعاينك قليلاً ثم ستخرج...
عبد الله:حمزة...لقد كان يستمع لنا بينما كنا نتكلم،ادخل بصلب الموضوع.
حمزة(الطبيب):علي ان اكون اكثر حذراً عندما يأتيني شخص مثلك،لكن هذا سيوفر علي العناء،ليس لدي وقت على اي حال
اخبرني...
انت تحمل مسدساً في جيبك،مع ذلك تلقي الزجاج الحارق
،وتزود بها الناس من حولك...
لقد جذبت الجيش الإسرائيلي،الى تلك المنطقة،ويبدوا عليك انك تريد اضعاف نقطة حدودية...
انت تدرك كلفة ما فعلت؟
-كانوا سيهاجمونهم على اي حال،اعطيتهم وسيلة ليدافعوا عن انفسهم فقط،هم خرجوا وهم اعلم مني ومنك بكلفة ارواحهم،هذا ما استطيع ان اقوله لأشخاص بالكاد اعرفهم للتو.
-ماذا عن سلاحك،الم تستخدمه؟
-لا ، مراعاة لهم لكن كنت سأستخدمه لو كان هناك الكثير من المسلحين بيننا
-من اصابك؟
-لا ادري ،اظنه مستعرب...لقد رأيت السلاح يوجه علي...
،كان يحاول ان يأسرني ،لذا اصابني اصابات غير قاتلة،لكنه لم يتوقع ان ينتبه من حولي،خصوصاً ان سلاحه كاتم للصوت.

-على اي حال،كنت لن اخرجك،لكن بعد ان اخبرتني بهذا سيتوجب علي إخراجك من هنا،سيضيعونك لفترة ،عبدالله يجيد القيام بعمله،

لكن هل لديك مجموعة ما،يساعدونك او تساعدهم؟
-انا اعمل وحدي

-هل لي ان أسألك عن اسمك؟
-وهل علي ان اخبرك به؟
-ليس عليك ذلك...
-اذاً جيد...
-ستأتي الينا مرة أخرى،لم تنتهي اسألتي بعد
-نعم،أعدك ان آتي ...عندما اصاب مرة أخرى.
-سيأخذك عبدالله،الى حيث تريد...
-اشكرك،لكن لا بأس سأذهب لوحدي...
عبدالله (ملقياً عليه عكازاً):يا فتى التقط!
-اشكرك،لكنني لست فتى ...،اسمي "قيس"
...
...
حمزة(بصوت منخفض):يبدوا انه بالنهاية تركته يذهب
عبدالله:وما انت شرطي؟
حمزة:لا،لكن لا يطوعني قلبي،لم يخبرني بإسمه وقام بإخبارك...
عبدالله:مكروه من الجميع انت،محبوب مني انا.
حمزة:اذاً لنعد الى العمل،اليوم لن يعدي على خير
عبدالله:طيب،يبدو انك بالنهاية،مثله
تمشي وحدك،وتقاتل وحدك،وتنتصر وحدك...
حمزة:لقد هزمت منذ زمن،هل يمكنك مساعدتي،اود ان اصعد على عربتي.
عبدالله:ارتح دعني احملك...
-يحمل عبدالله حمزة ليصعد على عربته-
عبدالله:
انت منتصر...حمزة انت منتصر...

حمزة:ارجو ذلك

......

.......

\وكان هذا من الماض ياقيس.../

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن