"مئة الف طن من الحرية..."

85 6 1
                                    

-نحتاج المزيد يا قيس...
هل يمكنك ان تخبر جهاد بهذا؟
-لقد قال لي هناك أمانة تركها عند رجل طاعن بالسن،لقد قام بوضعها في حقيبة ثم دفنها في فناء منزله...اظن انه سيدلني عليها...
-على اي حال ستتعب كثيرًا،نحن لا نزود بالعدة كاملة.

-انت تعلم ...من الخطر ان يكون كل شيء في مكان واحد،هذا سيجعلنا في حالة شبهة،نأخذ مانحتاج حين نحتاج فقط...
افضل هذا التعب،على المخاطرة في تجميع كميات كبيرة من المواد المتفجرة  في غرفة واحدة!
-حسناً مادام جهاد قد غلفها جيداً فلا بأس،لا اظن ان المادة المتفجرة ستتأثر
-إذاً عمر...الن تخبرني بالخطة ،لم يتبقى الا يومين ماذا سنفعل؟
-سيأتي جهاد ليخبرك،انه ليس عملي...
-حقاً؟!،دع عنك الرسمية!،انت تعلم الخطة جيداً!
بل حتى اشك انك انت من وضعها...
-كما قلت انت "تشك"،يمكنك الانتظار حتى تصل الى الخبر اليقين،والى اقرب وقت ممكن فإن جهاد يفضل الا تعلم بالخطة،فعملك حيوي جداً ولا ندري حين يتم الامساك بك ماذا ستفعل...،على اي حال،مادام سيخبرك بها اليوم،فدعني اسبقه
،انت تعلم اننا علينا ان نخطف ذاك الجندي...اليس كذلك؟
-حسناً،قبل كل شيء عليك ان تثق بي اولاً،نحن مع بعضنا اي اننا نخاطر بحيواتنا جميعاً حماية لنا...
-حسناً قد لا تثق بي عندما اقول لك نعم...،قد اكون كاذباً...

-سأثق بك...،بالنسبة للجندي ماذا به؟
-عمر (وهو يمزق الملف بيديه):لقد تغيرت الخطة،وجدنا سمكة اكبر...
-ماذا تعني؟،الن نخطف الجندي؟
-كما قلت،لقد وجدنا سمكة اكبر،ما كنت لأطلب منك ان تجلب متفجرات c4،لو كان جندياً نحتاج لخطفه...

السمكة الكبيرة هنا،هي مجموعة من الضباط...
-مجموعة؟
-رنين الجرس-
-اظن انه وصل ،جهاد...
عمر(وهو يفتح الباب):الخطة تبدأ من اليوم يا "قيس"
جهاد:السلام عليكم...
عمر:وعليكم السلام...هلاّ بدأنا
جهاد(باسطاً خريطته على الطاولة):ببساطة هذا ما سيحدث،اتوقع منك انك أخبرت "قيس"بتبدل الخطة؟...
عمر:نعم،منذ قليل...
جهاد:جيد،هذا ما سنفعله،سيتنكر "قيس"كمرشد سياحي في المتحف العسكري بتل ابيب والذي سيبدأ بمزاولة مهنته اليوم...هذا سيكون خطراً،لكن هل انت مستعد؟
قيس:قبل ان أخبرك ان كنت مستعدًا؟،كيف حصلت على وظيفة كهذه؟،لسنا وحدنا في هذه العملية...من في الداخل؟
جهاد:صديقٌ قديم...المهم انه دبر امر هذه الوظيفة،ستكون إسرائيلياً،الى يوم السبت القادم (ثلاثة ايام)،عيننا هناك.
...
لقد ارسلنا منذ ٣ ايام أحد الاشخاص ليعاين المجاري،
يقيس قطر الخرسانة،طبقات المواد التي فيها،لقد ذهب الى هناك كأحد عمال الصيانة،هناك فتحة صرف صحي في طريق الخروج من المتحف،عندما تمر فوقها السيارة،سنقوم بتفعيل زر الانفجار،السيارة تكون في اضعف وضع لها بهذه الطريقة
الهدف هم عقيد و لواء و ضابطين...المعضلة هي كيف سيرحلون من المكان ؟...هل بسيارة مضادة للرصاص واحدة؟
ام بعدة سيارات؟ هذا ما عليك ان تبحث لنا به...
تم وضع متفجرات في منطقة أخرى،ببعد ٥ كيلو مترات،للتفجير الثاني...
١/عليهم الا يعرفوا من انت يا قيس ولو كلفك هذا حياتك
٢/ستذهب بهوية إسرائيلية مزورة،وعندما تحتد بك الظروف...

قيس:اعرف عملي جيداً يا جهاد،كما استطيع ان ادبر امري بنفسي...

عمر:سامي يبدوا منشغلاً،لا اسمع حسيساً له هذه الايام...
جهاد:لقد كلفته بمغنطة بطاقة هوية "قيس"
سيقوم بتأخير الشرطة حتى نستطيع الهروب...
قيس:وهل ستأتي معي؟
جهاد:كلا سيوصلك أحد اليهود الى هناك،عندما تجتاز نقطة العبور ستستقل حافلة ،اما انا و ثلاثة آخرين سنقوم بالتفجير،
تعرف على البروتوكول،عندما تنهي عملك اترك الموقع قبل التفجير بنصف ساعة،هناك سيارة ستقلك،لتعبر الحدود قبل حدوث الانفجار...

بالنسبة لوقت العملية:يوم السبت،سيصل الوفد العسكري الساعة ٣:٠٠في حال تعرفك على بروتوكولاتهم،زمن خروجهم،سيمكننا معرفة متى نقوم بالتفجير ...
قيس:ومن هم الثلاثة الآخرين؟،
جهاد:اصحابي الخوالي...
قيس:سيسرني لقاؤهم لاحقاً...،جهاد...سأذهب لأقوم بعملي...
جهاد:يا فتى غدوت اثق بك...
قيس:انا سبقتك...
جهاد(مبتسماً):وانا لحقتك...،ارحل ستجده بالأسفل،سيقلك الى من سيهربك...هذه هويتك الجديدة...
"أَفْرام يعلون"
عمر:انتظر...اريدك ان تحمل هذا معك...
-يسلمه مسدس فرد صغير-
عد سالماً...
قيس:ان شاء الله...

-يستقل قيس السيارة ،ذاهباً الى المهرب،محاولاً ان يتذكر اسمه الجديد،يشعر بالعار إن ينسى انه قيس...-
عمر:اذاً لنقم بعملنا،يبدوا انك ستحل محل قيس لفترة...
نحتاج المزيد يا جهاد...،أحضر ما تركته عند ذاك الطاعن بالسن...
جهاد:سأقوم بذلك لكن هلاّ أخبرتني؟،اليس ذاك السلاح يعود لـ"مستبد"؟
عمر:انت تعلم...،انه سلاح متوارث...اعطاني اياه مستبد،وها انا اعطيه قيس...وسيعطيه قيس لآخر...
ومن يدري قد تكون الرصاصة التي تحرر هذه الأرض،من فوهة هذا المسدس...
جهاد(مخرجاً سكيناً من جيبه):يبدوا اذاً ان هذا من نصيبك...
تذكر...
مازلت شاباً يا عمر...
عمر(ضاحكاً):نعم اعرف هذا جيداً...لا تقلق...اعطني سكينك،
-أخذه يقلبه بين يديه-
-اعلم يا جهاد اننا بعمر هذه الارض،نحن انفسناً،افكارنا،ضمائرنا...
"مستبد" لا يزال حياً...كأنني اراه امامي ملقياً الفرد على رأسي بينما انا غارقٌ في النوم...
"خذ ! ستحتاجه يا فتى!"، سيبقى "مستبد"حياً ،انه يحيى مع هذه القضية...،مكتنزاً بين حطام منزله...مئة الف طن من الحرية...
،سيبقى حياً بينما يموت امامنا هذا الإستبداد...
جهاد...احضر تلك المتفجرات،اريد ان اعيد تلك الأمانة...الى اهلها...

سأعيد لهم حريتهم التي يقذفوننا بها،نيرانهم التي يحرقوننا بها...

جهاد:ثم الى اين ننتهي ياترى؟...
عمر:الى الله...الى الله

...
...
...

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن