من "سامي"الى بيت لحم...

109 7 3
                                    

"لم انم الا سويعات لكنني لا اشعر بالنعاس..
هناك أمور تشغل بالي الآن..
الساعة السابعة صباحاً وكل مافعلته هو المشي متفكراً في ما قاله حنظلة..."
-يرن هاتف عمر-
-الو!عمر
"لا استطيع الرد حتى اعرف هوية المتصل"
-معك سامي!صاحبك بالجامعة!
عمر:اهلاً سامي !
سامي:قابلني عند المكان المعتاد
"واغلق الخط"!
سأذهب الى الجامعة
فعند المقهى القريب من الجامعة مكاننا المعتاد..
"لقد كان سامي صاحبي بالجامعة ،وان كنت لا اخبره بأسراري الخصوصية ،الا انه عَلم الكثير عني حين كان يفتش في اغراضي،وهذا بطبيعة الحال مثيرٌ للريبة!،بالطبع غضبت منه!وكدت افقد اعصابي فمنظرٌ غريب مافعله! ،لقد كان متطفلاً!ويحشر انفه فيما لا يخصه،برر لي "سامي"فعله هذا بأني كنت اخفي شيء عنه  ولم يرتح له بال حتى فتش اغراضي !،أخبرته بعدم امتلاكي هاتف،حيث اني لم اكن استخدمه لأسباب امنية،وكنت اخفي واحداً،بين اغراضي..،وبعد ان وجد هاتفاً بين اغراضي ،صار دائم التربص بي،بالطبع اصبحت شديد الحذر في اخفاء اغراضي الشخصية بعد ان عرف صاحبنا "سامي" مكانه..،وصار يشك في موضوعي،فأوصلته فطنته على نعتي ب"العميل"!،
اضطررت حينها ان ابرر له قبل ان يتصرف اي تصرف احمق!،فأخبرته بالماضي القريب الذي تركته ،بعد ان تأكدت انه ليس جاسوساً بدوره!،كان ينهال علي بالأسئلة،وطلب مني ان ينضم الينا،اخبرته بأني تركت الجبهة للدراسة واني لايمكنني مساعدته حالياً..
كان قريباً مني دوماً..
حيث انه زميلي بالسكن في الجامعة..
لاحقاً ولفترة طويلة اصبح صديقي،
"سامي" ،طاهر النفس،ومتطفل!،ذو نظرة متفائلة..تفاؤل البلاهة!،جرأة الى التهور،وكثير النسيان
"سامي "لايفشي سراً ابداً،حيث اني شككت في البداية فيه..
الا وانه من حيث التزامه بالأسرار أثبت وعلى غير المتوقع!،قدرته على ذلك..
ملامح سامي ليست فريدة من نوعها..
متوسط الطول ١٧٦،اقصر مني بقليل..
عيونٌ خضراء وشعرٌ بني فاتح..
المهم..
برهن "سامي"على انه الصديق المخلص!
،بعد خروجي من منزلي منذ شهر!،بعد فرض الرقابة علي،لم يتردد "سامي" في جعلي اعيش معه..
"سامي"يعيش وحيداً منذ ٦سنوات،فأمه نالت الشهادة
،ولم يبقى احد يعتني به سوى والده،الذي تركه وحيداً بعد ان ذهب للعمل بالخارج..،"سامي" لم يرد ان يخرج من هنا،اراد البقاء!،واضطر ابوه ان يذهب وحيداً بعد ان اخبره ان يعيش مع عمته،لكن "سامي" اخبر ابوه انه يستطيع ان يعتني بنفسه،اما والده كان يعمل حتى يدرس ابنه فكان دوماً يرسل المال لأبنه ليكمل دراسته ،انا اقدِّر عمل ابو"سامي"ولا شك ان هذا مايشعر به ابنه.."
-اثناء مخاطرة نفسه وصل عمر الى المقهى-
"كان ينتظرني وهو مبتسم"
سامي:عمر!،كيف حالك؟،
عمر:الحمدلله ياسامي،وانت  ما اخبارك؟
عمر (بصوتٍ خافت):بخير ،اسمع يا"سامي"،علينا ان نرحل من هنا،فأنت تعلم  اني لا اثق بهذا المكان
سامي:لاتقلق!،اعرف صاحب المقهى
"الله اعلم بماذا يعرف عنه!"
عمر:طيب يا"سامي"تريد المجيء معي اليوم،سأصلي الجمعة مع جهاد..
سامي:تقصد جهاد،الذي كنت معه البارحة؟،كيف عزاؤكم !،اعظم الله اجركم...
عمر:وأجرك ياسامي!،سأخبرك بما حدث لي بالأمس،
لكن في الطريق اليه..
"ركبت برفقة "سامي"بسيارته،وتوجهنا الى المنزل،نتجهز لصلاة الجمعة،اخبرته ان يبدوا انيقاً،فأنوي اليوم تقديمه الى الجميع،ارتدى سامي قميصاً ابيض وبنطالاً بني اللون ،انطلقنا الى "جهاد"وانا اقص ل"سامي" ماحدث بالأمس.
-بعد فترة من الزمن-
عمر:  ...وهكذا يا "سامي"،فإني اعتقد ان لدى  "رائد"الخبر اليقين..
سامي:ربما..المهم وان كانت هذه الرسالة خبرًا يقينًا..ماذا ستفعل؟!
عمر:سامي..اي ما كان سيحدث،فإن البارحة ليست كاليوم واليوم ليس كالغد!..
-
-
سامي:اتعلم ياعمر،منذ ان انتفضت بلاد العرب،وانا اشعر بها!،نشوة النصر!
عمر:هم عليهم الاذرع!،ونحن علينا القلب..
سامي:أعداؤنا بلا قلبٍ ياعمر..
عمر:هانت !،اذاً أُزيلَ عضو وبقي اعضاء...الى زوال!كل من يستحق الزوال!،
انعطف يميناً يا سامي ونكون قد وصلنا الى "جهاد"!
-أذان الجمعة الاول،..الله اكبر الله اكبر....-
عمر:استأذنك يا"سامي"،سأنفرد ب"جهاد" قليلاً
سامي:خذ راحتك..،سأكون بإنتظارك هنا..
"طرقت باب منزله،ليفتح لي الباب هو هذه المرة،"
جهاد (مستنكراً):من هذا الذي احضرت معك؟!،هل سيأتي معنا؟!
عمر:نعم سيفعل،لاتقلق انه شخصٌ اثق به،انه "سامي"الذي حدثتك عنه سابقاً...
جهاد:اه،نعم صاحبك بالجامعة،انها المرة الاولى التي اراه فيها..،وهل انت جاد؟!،بالكاد نعرف عنه شيئاً!،لن يرغب "رائد"في مقابلته
عمر:فات الأوان اخبرته بكل ماحصل معنا بالأمس..
جهاد:من النادر ان تثق بأحد!،لذا لا خيار آخر،سيكون عليك تبرير وجود غريبٍ بيننا لـ"رائد".
عمر:سيتفهم ان عَلِم موقع" سامي"من الإعراب..
جهاد:ماذا تقصد؟
عمر:"سامي"يود الانضمام لنا ،وقد ازداد حماسه في هذه الفترة بالذات،كما اننا بحاجة للمزيد من امثاله،و هو متخصص في امن المعلومات،و يعلم كثيراً بأمور الإختراق،سيكون من المفيد وجوده بيننا..
جهاد:على راحتك،هيا تأخرنا علينا ان نذهب لنصلي ياعمر،وبخصوص هذا الامر فإن "رائد"أخبرني ان نصلي في مسجد "الهدى" ببيت لحم...،فالمكان الذي سنقابله فيه قريبٌ من هناك..
عمر:بيت لحم!،قرابة ٣٤ كلم ،للأسف لا يمكننا الوصول اليها من القدس ،فالجدار العازل سيضاعف المسافة علينا!،هيا بنا اذا ماذا تنتظر،لنذهب مع سامي !.
جهاد:ليأتي معنا "سامي"فأنا سأقود واعرف مكان مسجد "الهدى"
عمر:كما تحب اذاً،،،،
(بصوت مرتفع)سامي! سنذهب مع جهاد هيا تعال معنا!
سامي:قادم..
"وهكذا ذهبت مع جهاد وسامي ونحن الآن في الطريق الى الوجهة المرجوة.."
...
..
..

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن