"لتجعلني ثورة.."

57 4 2
                                    

-أصوات همهمة تملئ الأرجاء و
اي أرجاء هذه التي بين أربع جدران-

-توقف!!ما هذا اللحن ؟ستعاقب بتهمة إثارة الشغب
..قال السجان
-صوت من زنزانة مجاورة :

وبماذا ستعقابونه ؟
هل ستزجونه؟
في احلك السجون؟،
أخبرني أيها السجان؟

ألم تفخر بأن سجنك من بين العالمين كان الأظلم؟

بماذا ستعاقبونه؟
،اي عقاب من حياته هنا... كان الاعظم؟

هل ستقتلونه،أليس لهذا خلق؟

أليس لهذا وجد؟
أليس لهذا ثار؟

-ثورة ومن أعلن الثورة؟من الذي نطق بثورة؟

-انا أيها السجان
قلت" ثار"
،وان كان في هذا خلاصي من هذه الظلمة،

فأهلا به ..

"صوت الهمهمة يعود من جديد"

-ألم أخبرك انت تتوقف!!!،..قالها وهو يخرج عصاه ليضربه

-يصيح المساجين من حوله-

-العدل!العدل!

-السجان(بعد تراجعه للخلف قليلاً):حسنٌ أهلا بالعدل!،كل من يخرج صوتاً أو ينطق كلمة أو يظهر أملاً فله في كل واحدة ضربة بدل ضربتين
-يصيح المساجين من حوله-

-يحيى العادل! يحيى العادل!

-لانفاوض بالعدل... قال السجين التقي

ولا أرضى أن يكسر الأمل فأنا أولى به

-تعال اجعلك عبرة ...قال السجان

-تعال انت لتجعلني
ثورة !
..
..
..
..
..

"قد تبدوا هذه احدى خواطري ،لكن لا

هذه مسرحية وللأسف لا استطيع ان اكملها،لم يكتب الله لها ان تكتمل..

-ثورة ومن قال ثورة !..قال احد الضباط خارجاً من بين جمهور المسرحية حاملا في يديه اصفاداً ليعتقل من قام بدور التقي ،السجين التقي

"كان علي ان اصطحب ابن اختي بعد هذه المسرحية

لم يكن الفرق بين اعمارنا كبيراً،هو كان في الثانوية العامة ...

كان قد دعاني الى هذه المسرحية التي يمثلها زملاؤه

في مدرسته،

ما اسمها؟..اه نعم لا اظن ان ذلك يهم،الا انها مقدمة

جميلة اضعها عني..

كنت حينها طالبًا جامعيًا ،وما ان انتهيت من الجامعة

وتخرجت كطبيب،حتى اشتعلت نيران

الانتفاضة،

وكحياة المنتفض، التي تعني ان تحيا حياة واحدة مع المنتفضين

و بينما كانت ثورتنا من دمنا جميعاً سرنا كالرجل الواحد بالجسد الواحد

فإما ان نموت معاً واما ان نحيا معاً..

كان مماتنا.. ثمن ان نحيي اموات القلوب
كنا لنحيي قلوب البشر ولو كان الثمن حياتنا..

لقد كنت وكما قال قائل

سأحمل روحي على راحتي..
والقي بها في مهاوي الردى..
فإما حياة تسر الصديق..
واما ممات يغيظ العدى..

كنت اسعف الناس قبل ذلك
اعني اثناء دراستي ،
اذهب الى الجامعة نهاراً

امارس ما تعلمته مساءاً،لنقل ايضاً انني تعلمت بضع

اشياء بالمساء ،كيف تسخن الاحجار وكيف تصنع الزجاجات الحارقة مثلاً ،

تعلمت اشياء اهم من ذلك

ان اكسر قيدي

وان اعلن الثورة على سجاني..

لاحقاً ذاع صيتي

، اضطررت الى حياة الاختباء

،الاختباء من كل شيء ،

حال السجين الهارب

كنت سعيداً انني تنفس ولو لمرة

شهيق ..
زفير.
..
ما اجمله من نسيم
تنفست نفس المحارب

،و اظنني بعد ذلك

مثل الكثيرين اضطررت الى التقاعد مبكراً

،اعني ذلك حرفياً...تضاعف الكسر في قدمي بعد اعتقالي في الانتفاضة ،استهداف قدمي اثناء التحقيق..،

احيانا و من ناحية أخرى،كانت النار التي تشتعل في جوفي تبقيني على قيد الحياة..

اظن ان تلك النيران انطفئت

، فقدت قدماي التي اسير بهما..
فقدت اختي مع ابنها..
فقدت كل شيء.."

ارى لهب هذه الثورة يزيد مع دم كل شهيد
علمت حينها ماذا تعني اجعلني ثورة

..
..
-بصوت يظهر شيئا فشيئاً من السكون-

-حمزة..
يا حمزة..
اعلم انك لم تنم للثلاثين الساعة الماضية لكننا نحتاجك هنا..
انا سأذهب الى هناك، كعامل صيانة هذا كما قيل لي..

-عد سالماً عبدالله..

-سأعود،

-عبد الله انت ستفعل ما قلت من قبل؟

-ماذا تعني؟

-اذا كنت كذلك فأنا مطمئن لذهابك

حتى وان لم تعد سالماً،حتى وان صفدوا يديك،وانهالوا عليك بالعصي ،وحتى وان كووك بالنار او صعقوك بالكهرباء

حتى وان اغتالوا حريتك

لن يجعلوك ابداً كما ارادوا،
لن يجعلوك عبرة

انت ستكون فقط مثلما قلت
..

..

اجعلني ثورة..

-
-

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن