"الله اكبر...قد حيا الفتى محرر..."

49 5 0
                                    

النار تحرق اكفني وكأنني......بالنار قد غدوت مكفناً
لهيبي جنة  وانني......نارٌ قد احرقت  الدنا
اروني معشر الظلام احرقهم...افنيهم فحق عليهم هذا الفنا
فالحق ان يعرف اسمك...ظافرٌ انت ولتذق عداك كل الردى
لتسقي الأرض من دمك الزكي...وعش حراً طليقاً مؤمنا

...بني لقد نذرتك لله محرراً

...
ولتجري كلمات ابي في ليلة وفاته على لسان عمي،وصية ابي
بعد ان احتضن التراب الذي حماه،ونال الأمر الذي رجاه.
يرفعني عمي والناس من خلفي سائرون،
هاتفاً:الله اكبر!...قد حيا الفتى محرر!
...
و الناس من خلفه يهتفون :الله اكبر

لم يلبث عمي فترة من الزمن حتى لحق بأبي هو الآخر،بعد أن كان يلقنني بوصية ابي عند النوم،

انشودة لكي انام،
انشودة لكي استيقظ...

الجميع يرحل،ولم يبقى غيري انا،
انتهى بي المطاف عند ابو سماح ،لقد كبرت تحت كنفه،و قاومت تحت ظله،لقد تعلمت منه مهنته،حتى غدا يستخلفني في كثير من اعماله،سألني ان كنت اود الانضمام اليه،مقاتل في جبهته،لكنني قد قررت
وقلتها له:سأقاتل وحدي،فلا راية تمثلني،لقد تعين علي فقط ان اقوم بالدعم اللوجستي،اما انا فكنت اعمل وحدي فقط...

وعلى الرغم انني لم استطيع اكمال دراستي الثانوية،فقد عكفت استضيء بنور مكتبتي ،على اي حال لا وجود لها الآن،في الواقع لا وجود لها اصلاً،كنت اتخلص من كل كتاب فور قراءتي له،فمجموعة من الكتب كافية لإدانتك،خصوصاً ان كانت المقاومة تهمتك،ان الفكرة اكثر رعباً من اي قدرة بشرية أخرى،لذا القيتها كتبي جميعها،لقد استخلصت منها انا،لقد وعيت واني اعلم نتيجة الوعي...انني انتصرت.

مخيمي انا،مخيم العروب حيث وجدت وحيث عشت وحيث اموت وحيث ابعث،هذا ما كان يقوله من أصابه اليأس من مخيمنا،بل لا تكاد الا وهذه الكلمة تجري بالقلوب قبل الألسن،نحن اشخاص جعلوا المؤقت دائما،وولدوا على قارعة الطريق ...وإن كان تدعى"مخيم" الا انها قارعة الطريق...
نحن نعيش على رصيف منزلنا المغتصب،واننا اليوم في حكم القطط الضالة،التي لا يلقى لها بال
اتحيا ام تموت
اتعشق ام تكره
اتقاوم ام اتهلك

سكنت كل المتضادات اللغوية في حكم معيشتنا...
الشيء وضده سواء...
هناك من يحيا ليموت وهناك من يموت ليحيا...
هناك من يعشق ليكره ومن يكره ليعشق...
هناك من يقاوم ليهلك وهناك من يهلك ليقاوم...

تذكرت التماثل في الرياضيات،
٥+٢ هو٢+٥
٣+١هو١+٣
٠+٠هو٠+٠
لكننا كبشر لا تسيرنا القوانين لا يسيرنا التماثل ،بل تخيرنا،نكسر هذه القاعدة...
في مخيم العروب...
هناك من يحيا ليموت وهناك من يموت ليحيا...
هناك من يعشق ليكره ومن يكره ليعشق...
هناك من يقاوم ليهلك وهناك من يهلك ليقاوم...

ليسوا سواء وان قاموا بالأفعال نفسها،

نحن بشر توقع منا ما لا تتوقع!،نحن غير قابلين للتوقع!

...
...

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن