سَبْعٌ عِجَافْ..

154 10 1
                                    

..
عمر:لنفترق يا جهاد،ولنضيع بين الزحام،فما زلنا ملثمين غير مكشوفين..
جهاد:قابلني الليلة في بيتي!،في أمان الله عمر
عمر:في امان الله جهاد..
"استطعت ان اضيع هؤلاء الذين يتبعوننا!،يا للسخرية كل مُطَارِد في الحقيقة مُطَارِد،

....

لم يتسنى لي الوقت لأعرف بنفسي واضع اساسيات القصة..
في بدايات الانتفاضة الأولى 1987-1993 انشأ "مستبد" مع "رائد" وعدد من الأعضاء،خلية مقاتلة للكيان الغاصب،وان كان بدأ "بالمولوتوف" فإنه استطاع ان ينتهي بالأسلحة البيضاء في بدايات انتفاضة الاقصى2000،بالطبع لم انضم لهم الا على بدايات الانتفاضة الثانية 'عام2000' ،ففي  بداية الانتفاضة الاولى كان عمري سنتان فقط،اذ ان محدثكم انضم وعمره 15عاماً،لقد كنت أمثل الجهاز الإستخباراتي،جهاز التجسس على الجواسيس سمه كما شئت،اضافة الى اني اصبحت مساعدًا  لـ"مستبد" فتعلمت منه الكثيـر،حتى نهاية الإنتفاضة الثانية عام 2005،

إعتذرت لـ"رؤوف" 'الذي كان قائد الجبهة المقاتلة حتى اغتيل رحمه الله في 2006'،لأنني اردت ان ادرس الهندسة الكهربائية،كنت انوي العودة بعد انهاء دراستي للباكلوريوس
ثم حرص علي ابي على ان اكمل الماجستير!..
وبالفعل نجحت واكملتها!

ماذا؟
ابي وامي؟
اه بالطبع  والداي احياء يرزقون،ولله الحمد،لأصارحكم هم يعلمون عن عملي المقاوم للمحتل ،لكنني لم اخبرهم الا بعد سنتان من عملي،كانا غاضبان !،السبب الاول :لأنني لم اخبرهما سابقاً ،رغم الشكوك التي كانت تراودهما
السبب الثاني:اني التحقت بسنٍ صغيرة
اعتذرت لهما..

على اي حال..
لقد التحقت عن طريق "جهاد"
فـ"جهاد" كان احد الاعضاء المؤسسين ،وأسست الخلية التي اصبحت جبهة  عن طريق العمل الطلابي في الجامعة،بالطبع لم يكن الأمر سهلاً..،كان هناك الكثير من الجواسيس وليس من السهل معرفة هوية احد الاشخاص بسهولة..،ولأن "جهاد" كان جاري،وكان هناك تبادل للثقة فيما بيننا فقد رشحني للإنضمام معه..

انتقل جهاد من منزله،بعد ان تزوج من "امل ام عبدالرحمن"
مما اضعف التواصل فيما بيننا،فكنا نعايد على بعضنا في الاعياد فقط بمكالمة هاتفية،لم يكن "جهاد"يملك هاتفاً ،لأنه كان مطلوباً لدى الاجهزة الامنية لذا فهو قليل الكلام بالهاتف،
كلمني ليخبرني بإستشهاد "مستبد"في وقت لم اكن اعتاده من "جهاد"وقال لي اننا سنذهب مع" رائد"لنجهز جثمانه،ودعته وقبلت رأسه..

لقد رآني الجميع هناك..
اصحابي القدامى..
الذين لم استطع التواصل معهم  منذ ان تركتهم..
منذ 7 سنوات..
الجميع تغيروا..
بعضهم اصيب..
بعضهم في الجنة..
بعضهم مفقود في السجون..
لقد تغير شكلي كثيراً بالنسبة لهم..
وكذلك هم..لكن جواهرنا واحدة...

في الحقيقة لقد رأيت بعضهم خلال 7سنوات،لكنني لم ارهم جميعهم،لم يكن المناخ مناسباً ليسألونني الكثير..
كانت كل اقوالهم..

كيف حالك ياعمر؟...
اعظم الله اجرك يا عمر..

كان الحزن مناخنا في الليلة الماضية...
..
..
..

كوفيّة..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن