💞نور💞
الحلقة 24
#نور:بعد إن صارحت أمي بمشاعري، صرتُ حبيسة المنزل، وأحمد الله أننا في إجازة منتصف العام الدراسي،لأنّ نفسيتي كانت غير مهيأة للدراسة بسبب الوضع المتأزم الذي حدث في بيتنا، صار بيتنا وكأنه في حالة طواريء، إلى درجة انّ أبي اتصل بجميع إخوتي وأختي رنا، وطلب منهم ترك كلّ ما لديهم والمجيء للقرية، امّا جابر فكان شبه مقيم في منزلنا رغم أنني أكاد لا أتحدث معه إلا بمقدار إجاباتي المقتضبة على أسئلته التي لا تنتهي. ولذا وحتى أستطيع الخروج طلبت من ريحانة أن تمر عليّ، وحينما سألتني أمي إلى أين ستذهبين لم أكذب عليها،وأخبرتها اننا سنذهب لبيت الحاجة سلمى لأخذ بعض الكتب، والحمد لله أنّ امي لم تطلب تفاصيل أكثر،خاصة وانّ ريحانة معي وهي تحبها كثيراً.وصلنا إلى بيت علي،استقبلتنا والدته،وأجلستنا في صالون البيت المتواضع،ومن ثم جاء علي،لا اخفي عليكم أنني اشتقت له، ولكنني تعلمت منه ومن الكتب التي أعارني إياها حدود العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبين، وأنه حتى لو كانت هناك مشاعر ارتياح أو حب بين الطرفين فإنه لا يجوز لأحدهما الإفصاح عن حقيقة مشاعره اتجاه الطرف الآخر، بل على كل واحد ان يعفّ نفسه، والأكثر من ذلك أنّ علي بأخلاقه، بإيمانه، لا يسمح لأي فتاة حتى أن تفكر في تجاوز أي حد شرعي. بعد ان سلم علينا، ورحب بنا،عرفته على صديقة الطفولة ريحانة، وبدانا في التحدث في امور مختلفة، ومن ثم وبأدبٍ جم استاذنت والدته واخذت معها ريحانة وجلسنا في الردهة الخارجية بحيث اننا نراهما ويروننا.وأصبحنا لوحدنا انا وعليّ، فقال مبادراً: ما الأمر يا نور،لم أذق طعم النوم منذ يوم أمس، قلقت عليكِ كثيراً، فقاطعته: لم تقلق عليّ؟ ماذا أعني لك حتى لا تنام قلقا عليّ؟ ما هي مشاعرك اتجاهي"أحدثه وأنا منكسة رأسي، وحينما رفعته قليلاً رأيت وجهه وقد بدأ في التعرق، فواصلت في حديثي: لا تخف لا أنتظر منك جواباً وسأختصر عليك الطريق" سكتُ قليلاً ، فرفع رأسه ونظر إليّ فرأى دموعي تنزف من مقلتي، أنزل رأسه ورأيت يداه تضغطان على الكرسي بقوة يعبّر من خلالهما عن المه، فقلت: عليّ سيزوجوني من جابر بالإكراه، وأنا لا أحبه، وربما لن أستطيع الرفض لأنني مجبرة على القبول.."ومن ثم أخبرته بالأسباب وطلبت منه ان يحفظ هذا السر الذي كسر قلبي وقلب كياني"رفع عليّ رأسه وكان يبدو عليه الحزن الشديد وقال: نور يبدو أنّ الله ابتلانا بهذا البلاء العظيم ليمتحن صبرنا، ليمحصنا، وعلينا ان نصبر،لا ليس فقط أن نصبر،بل أن نرضى ونسلم امرنا لله ونسعى لرضاه،كما فعلت سيدتنا هاجر ام النبي اسماعيل، فقد سلمت امرها لله حين احتاج طفلها الماء ولكنها لم تكن سلبية، بل كانت تسعى بين الصفى والمروة بحثاً عن الماء، حتى أراد الله أن ينبع الماء من تحت رجل طفلها، وكانّ الله يريد ان يبلغها رسالة، هي انه متى ما سلم المرء الأمر إلى مولاه فتح له باباً للفرج من حيث لا يعلم
يتبع