💞نور 💞
الحلقة 19
#نور: فتحتُ عيناي وإذا بي في غرفة مستشفى، والوجوه حولي من كلّ جانب، ميزت أمي ودموعها، أبي ولهفته، جابر وغضبه، نهى وشماتتها، وعمي اسماعيل بمعية زوجته، وما إن استوعبت الموقف، وتذكرتُ آخر ما حدث: تحادرت دموعي على خدي، وسألتهم بهدوء: أين عليّ؟ فاستشاط جابر غضباً:وهل لديكِ الجرأة؟! أو ما زلتِ تسألين عن هذا المجرم المراوغ، إنّه مرميّ في السجن كالكلب، فليأخذ جزاءه هذا المحتال المجرم المخادع.
كان يتكلم عنه بهذه الطريقة الحقيرة وقلبي يتقطع ألماً، وكلما حاولت الدفاع عنه لم يمنحوني أية فرصة، فصرخت: حرام، حرامٌ عليكم هذا ظلم ظلم أنتم لا تفهمون شيئاً. استدرت ناحية أبي وأنا أبكي ألماً: أبي حبيبي أنت تفهمني، أرجوك يا أبي، لا تظلموا هذا الشاب، لقد أنقذ حياتي من موت محقق،لم أرى منه إلا كلّ خير. في هذه الأثناء لمحت نهى وهي تقترب من جابر، وتسرّ له بشيء ما، ما جعله يشتعل غضباً ويقول: لاااا لقد طفح بي الكيل، أنتِ تدافعين عنه ودون حياء" حينها صرخ أبي في وجهه: جابر، ما الذي حلّ بك، كيف تتجرأ وتحدث إبنتي بهذه الطريقة" فتدخل عمي اسماعيل قائلاً: جابر إهدأ، أخي كريم، اعذر جابر فكلنا يعرف غيرته وشهامته، وهذا الولد الذي اسمه عليّ يجب أن يلقن درساً. عدتُّ ومسكتُ يد أبي: أبتاه، أرجوكم افهموني يبدو أنّ هناك لبساً في الموضوع. وإذا بأمي وهي تبكي خوفاً عليّ تتدخل: أرجوكم أشعر أنّ إبنتي ليست على ما يرام اتركوها ترتاح، وسأبقى انا معها. غادر الجميع الغرفه، وكانت عيون جابر تتوعد بالكثير، جلست أمي على طرف السرير لتكون قريبة مني، ومن ثم أخذتني في أحضانها وقالت: بنيتي، هل أنتِ بخير؟ أخبريني بحالكِ وما جرى عليكِ، فقصصت كلّ ما حدث لأمي، وتوسلت إليها أن تساعدني في أن نخلص عليّ من سجنه فهو مظلوم، فوعدتني أمي خيرا.بتّ تلك الليلة وحدي، فحتى أمي طلبتُ منها أن تعود للمنزل، فالممرضات معي إن احتجت شيئاً هكذا طمأنتها، في الليل استلقيت على سرير المستشفى الأبيض، وطار خيالي نحوه، لم اتمالك دموعي: عليّ، ترى ما هو حالك الآن؟ أين تنام؟ وكيف يعاملونك؟ كيف أعتذرُ لك عن كلّ ما حدث لك بسببي؟ حتى رقمه لم أفكر أن آخذه منه، كيف أستطيع أن أطمئنّ عليه؟ وفجأة شعرتُّ أنّ الله ألهمني طريقاً، تذكرتُ عليّ وهويحلق مع الله في صلاة الليل، فنهضتُ من سريري، واستندتُ إلى عكازي وتوضأت ومن ثم جلستُ على السرير و هممت لأصلي، ولكنني توقفت واسترجعتُ كلام علي: اممم قال عليّ أن صلاة الليل إحدى عشر ركعة، ولكنه نصحني بالتدرج فيها، وقال عبارة جميلة، " قليل دائم خيرٌ من كثير منقطع فنصحني ان أصلي ركعتي الشفع والوتر" وبدأت أصلي، ولم أصدق انني أصلي صلاة غير الصلاة الواجبة، وحين بدأت في ركعة الوتر، ورفعت كفي في القنوت، تذكرت حديثه لي قال: نور في القنوت لا تتقيدي بدعاء، بل خاطبي الله بما في قلبكِ بأبسط الكلمات، المهم أن يكون قلبكِ حاضراً، وستشعرين حينها كم الله قريب منكِ" اغمضتُ عيناي ودخلت في مرحلة هيام مع الله، عشق من نوع آخر، لم أجد لذة في حياتي كلذته، وبكيت، بكيت حباً وشوقاً وندماً وأملاً في أن يفتح الله لي باباً لأكون معه أين ما أكون
يتبع
✏️مهاجرة الى الله