الحلقة٢٥

890 32 0
                                    

💞 نور 💞

الحلقة 25
الحاج كريم: كنت في انتظارها، دخلت وهي تحمل كتباً بين يديها، سألتها بقسوة: أين كنتِ؟ وما هذه الكتب؟ سحبتها من بين يديها، فرأيتها كتباً تحمل عناوين دينية، فنظرتُ إليها بغضب: من أين لكِ هذه الكتب؟ فنظرت إليّ بخوف، فكررت السؤال بصرخة ارعبتها، فقالت: من علي. فأمسكت ذراعها لدرجة انني شعرت أنني سأقتلعها ولكنني لم أرحمها: إذا هذا السخيف هو من غير أفكاركِ، أجيبي؟ فقالت وهي تبكي: نعم يا أبي، غيرني، جعلني أنظر إلى الحياة بشكل آخر، جعلني أعرف كيف أكون إنسانة لديها أهداف في الحياة، جعلني أقرب إلى الله، علمني كيف أكون فتاة عفيفة، علمني كيف أحول كل أفعالي إلى صلاة يا أبي، علمني كيف أحبك أكثر.. لم أكترث بكل ما قالته، بل ازددت ضغطاً على ذراعها وقلت لها وأنا أضع وجهي في وجهها: ليلة الجمعة عقد قرانكِ وحفلة زفافكِ على إبن عمكِ جابر، وأمّا هذا المعتوه فلي تصرف معه.
أخذتها إلى غرفتها رميتها بداخلها وأقفلت الباب عليها،وطلبت من والدتها أن تاخذ الطعام إليها إلى غرفتها وأنه ممنوع عليها الخروج، وتوجهت إلى بيت أخي اسماعيل حيث كنت قد اتفقت مع جابر أنني سأمرّ عليهم للإتفاق على إتمام إجراءات الزفاف، وبعد عودتي في وقت متاخر توجهت إلى غرفة #نور فتحتها فوجدتها ترتدي ثوباً أبيضاً للصلاة، وبدت كأنها ملاك وهي تصلي بخشوع، إلى درجة أنني شعرت أنّ وجهها يشعُّ نوراً، ورغم نعومة ملامح نور إلا أنني لم أرها قط بهذه الجاذبية والبهاء، وقفتُ طويلاً ولكنني شعرتُ أنها لا تحسُ بوجودي، وربما لم تكترث بي، أقفلت الباب مجدداً، ورغم كل ما فعلت لم ينكسر قلبي لها، فقد كنتُ أرى انها سفيهة لا تعرف مصلحتها.
في صباح اليوم التالي ما إن استيقظت وتناولت إفطاري اتصلت بعليّ وقلت له انني في طريقي إليه، وما إن وصلت إلى بيتهم طلبت منه الخروج إليّ، لم أعطه فرصة للكلام، ولم أرد عليه التحية ولم أمد حتى يدي لأسلم عليه حينما مدّ يده، وقلت له بصلافة: اسمع يا هذا إياك أن تقترب من إبنتي، إن كان بك ذرة شرف فابتعد عنها" هذه الكلمة أثارت حفيظته لدرجة انه لم يتحمل رغم صبره واحتماله لكل ما قلت، ولكن هذه الكلمة أخرجته من صمته، فقال غاضباً: أسمع يا عمي، إن كنت ساكت وصابر على سوء أخلاقك معي فحباً وكرامة لإبنتك نور هذه الفتاة العفيفة الطاهرة، فأرجوك انتهى الكلام بيننا، وأما مظلوميتنا فسنشكوها لله وال البيت.
نظرتُ إليه وقد أصابت جسدي رعشة من كلامه، ولكنني لم أتنازل فقلت له وبنظرة تحمل احتقار: ليلة الجمعة سنزف نور إلى جابر، وستنتهي الحكاية
فنظر إليّ نظرة لن أنساها ما حييت
يتبع
✏️مهاجرة الى الله

نورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن