💞نور 💞
الحلقة العاشرةاستيقظتُ مفزوعة على رائحة غريبة كانت تقرّب إلى أنفي عن طريق قطنة، وشعرت بألم شديد، فبكيت من شدة الألم، وحاولت أن ادقق النظر، فوجدت نفسي في مكان يشبه الكوخ، وإمرأة عجوز تمسك يدي وهي خائفة، وشاب يقف إلى جانبها يحدّق فيّ بخوف، فحاولت أن اتحدث ولكن بصعوبة : من أنتم؟ أين أنا؟
فردّ الشاب: هل أنتِ بخير؟ وكذلك المرأة العجوز ردت بلطف: بنيتي أتمنى ان تكوني بخير، فكررت سؤالي وأنا أبكي: ما الذي حدث وأين العم سم سم، هل حدث له مكروه؟
فردت علي السيدة العجوز: حبيبتي كوني بخير واهدأي فلديكِ إصابات متعددة ولولا هذا الشاب الطيب، يعلم الله ما الذي حدث لكِ. فصرخت: أين هاتفي، أريد أمي وأبي لابد أنهما قلقين الآن، كم الساعة آآآه ومن ثم شعرت بدوار مجدداً وغبت عن الوعي.
استيقظت مجدداً وكان الظلام يلف المكان، ويبدو أنّ الكوخ الذي أنا فيه بلا كهرباء، ولاح لي من بعيد فانوساً يشتعل، ومدفأة مليئة بالخشب المشتعل للتدفئة، ولمحتُ الشاب ذاته في آخر الكوخ يجلس على كرسي خشبي قديم وقد أسند رأسه للوراء ويبدو عليه التعب، وقد كنتُ أشعر بألم شديد في رأسي وفي رجلي، وتذكرت كلام العجوز في أنه صاحب الفضل في نجاتي، حاولت أن أناديه ولكنني لا أعرف اسمه، حاولت التحرك لم أستطع، فبدأت في التنحنح: إحم إحم، فاستيقظ وهبّ واقفاً، وجاء مسرعاً نحوي، قائلاً : هل أنتِ بخير؟ أرجوكِ فالوضع سيء جداً، الطرق مغطاة بالثلج، ولا يمكن لسيارة الإسعاف أن تصل وأحمد الله أنّ لدي خبرة في الإسعافات الأولية، فبذلت جهدي لتجبير الكسر، وإيقاف النزيف، وإنزال حرارتكِ المرتفعة قدر الإمكان، وأرجوكِ أختي احتسي هذا الحساء - فأحضر لي إناءً صغيراً وقديماً مليئاً بالحساء الساخن- هيا احتسيه حتى أعطيكِ مسكناً حصلت عليه من هذه العجوز المسكينة.
فقاطعته: لحظة، من أنت وهل لك أن تخبرني أين أنا وما الذي حدث؟
ومن ثم رفعت نبرة صوتي وأنا أبكي وسألته : وأين العم سم سم ها؟ أين هو ؟ هل حدث له مكروه؟
فنكسّ الشاب رأسه ولم يرد، فعاودت السؤال وأنا في حالة إنهيار شديد: هل مات ؟ مات؟ رد عليّ أرجوك؟انهارت قواي وبكيت بكاءً هيستيرياً والشاب في حالة ارتباك، ويحاول تهدأتي : أرجوكِ أختي إهدأي، السيدة العجوز تغطّ في نوم عميق أرجوك، لا نريد أن نتسبب في إزعاجها.
فصرخت في وجهه مجدداً : أنت لا تشعر بما أقول؟!! أنا أسألك عن حياة إنسان مسكين يسترزق الله من وظيفته، وأنت تقول نزعج المرأة، هل تعرف ما معنى أن يكون قد حصل له مكروه بسببي؟!! بكيت وبكيت وبكيت، حتى سمعت صوت سقوطه على الأرض وهو في حالة استسلام، فسكتّ، ونظرتُ إليه، رفع رأسه وقال: أرجوكِ إهدأي، فالعم ثم ثم بخير.
فتحت عيناي محدقة فيه باستغراب، فالصوت هو ذاته، وأشرتُ إليه بإصبعي: أنت!!!! فقال: نعم أنا هو ذاته العم ثم ثم، جئت بدل العم عذيذ، لأنه مثاب بحمى
رميت بجسدي المتهالك على السرير الخشبي وأنا في حالة ذهول ولم أنبس ببنت شفة.
يتبع...