💞 نور 💞
الحلقة 16
نهى: حملت هاتفي وانا أحدّث نفسي: سأستغل فرصة غيابها وسأتودد إليه، إنها فرصتي، فلن أضيّعها من يدي، هاهو يرن: ألو، جابر، كيف حالك يا ابن خالتي، قلبي معك، ياللقدر، سبحان الله، شاءت الظروف أن تكون وحدها، أتمنى أن تكون بخير. جابر، هل صحيح أنّ معها شاب يدعى علي؟ ما أن انتهيت من حديثي حتى صرخ في وجهي: ومن أين لك ذلك الخبر؟ فقلت له بنذالة: وهل تعتقد ان هناك شيء يمكن أن تخفيه في هذا الزمن، نحن في القرن العشرين ، والعالم صار كقرية صغيرة، وبصراحة سمعت أكثر من ذلك، فكلّ أهل القرية لا سيرة لهم إلا نور وما حدث لنور. فقال وهو في حالة هيجان: ماذا يقولون ها؟ أخبريني؟ فقلت بخبث: اممم لا دخل لي، فناقل الكفر ليس بكافر، أخاف أن اخبرك فتصبّ غضبك عليّ. حينها صرخ جابر: نهى لا أعصاب لي لسماع تُرّهاتكِ، ماذا سمعتِ؟ فقلت له: يقولون انها مختطفة من قبل هذا الذي اسمه علي، وأنها معه في مكان معزول، ويعلم الله ماذا حدث أيضاً، وماذا فعل بها؟ فصرخ ونيران الغضب تكاد تشعل هاتفي: كفى كفى، صدقوني سأقتله إن مسّها، وأنتِ سأقطع لسانكِ إن تفوهت بكلمة خطأ عن خطيبتي، هل تسمعين؟ . ثم أغلق الخط في وجهي، فقفزت منتشية، فقد شعرتُ أنني حققت ما أريد، ومن ثم أسرعتُ إلى أمي لأخذ بقية الأخبار، أو لاستقصاء أية أخبار جديدة، وفي أثناء جلوسي مع أمي، رنّ هاتفي النقال رفعته وإذا بها ريحانة: أهلاً ريحانة، كيف حالكِ؟ وإذا بها تبكي بحرقة وتقول: لمَ يا نهى؟ لمَ هذه الإشاعات التي تروجينها حول نور، كلّ زميلاتنا يقولون انكِ تتصلين بهنّ وتخبريهن بما يحدث، وأنا متأكدة انكِ غير صادقة، فطوال عمركِ لا تحبين نور وتحقدين عليها، ولكنها اليوم في ظرف صعب، ولا نعلم عنها شيئاً، فبدل أن تدعي لها بالرجوع بالسلامة، تفعلين ما تفعلين! حرام عليكِ، هل شرف الناس رخيص لديكِ إلى هذا الحد؟ فصرخت في وجهها: هيّ أنتِ، لا توجعي رأسي بمواعظكِ، ولا تتهميني بشيء دون دليل، لم أتحدث عن احد ولا علاقة لي بأحد، واخرسي، و لا تكلميني بعد اليوم، باااي. اغلقت الهاتف في وجهها وضحكت بصوتٍ عال، فسألتني أمي: ما الخبر؟ ما الذي يضحككِ؟ فقلت لها وأنا أضحك: لا يا أمي لا شيء، فقط كانت إحدى زميلاتي وقد قالت لي طرفة أضحكتني. توجهتُ ناحية النافذة أراقب الثلج المتساقط تباعاً، ومن ثم اقتربت من المدفأة لأتدفأ فالبرد كان شديداً، ابتسمت ابتسامة المنتصرين، وأخذت نفساً عميقاً وتمتمت: سنرى يا نور أنتِ أم انا
يتبع