💞نور💞
الحلقة 27نور: كان أبي، هو من دخلّ عليّ وانا أتحدث مع عليّ، سحب مني الهاتف، ولأول مرة يضربني، صفعني على وجهي، فكانت صدمة لي بشكل لا يمكنني أن أصفها، لم أبكُّ، فقط فتحت عينيّ مذهولة من ردة فعله، أعرف أبي الحاج كريم، الشديد، الصارم، ولكنه لم يكن بهذه القسوة يوماً، كانت أختي رنا خلفه، فحين صفعني صرخَت بصوتٍ عال، فجاءت أمي تلهث: ماذا حدث لنور؟ فسمعت رنا تبكي وهي تخاطب والدي: لمَ يا أبي لمَ فعلت ذلك؟! وأنا ما زلت أقف مذهولة، ولم أشعر بشيء بعدها، وكل ما فهمته أنه قد أغمي عليّ، ولم يفلحوا في أيقاظي فأخذوني للمستشفى واتضح انّ لديّ هبوط عام وسوء تغذية، وكل تحاليلي لم تكن تنبيء بخير، استيقظت والمصلُ في يدي عن طريق الوريد، ولمحت الخوف في وجه أختي والدموع في عينيّ امي، فابتسمتُ في وجهها وقلت لها: أمي سأكون بخير لا تقلقي، وسأتزوج من جابر لا تحزني" فمسحت أمي دموعها، وأسرعت نحو والدي، فجاء ووجهه متهللاً: أحقاً ما قالته أمكِ يا نور؟ فقلتُ: نعم يا أبي، لقد تعلمتُ من عليّ أنّ على المرء أن يسلم أمره لله، وأنّ الله كفيل بأن يفتح له أبواب الخير في الدنيا والآخرة.
فاشتعل أبي غضباً: لمَ لا تكفين عن الحديث عن هذا الولد الذي دمر حياتنا؟
فسكتُّ وفي قلبي إنكسار ورددت عليه: حباً والف كرامة يا أبي، لن أذكر اسمه أبداً إن كان ذلك يؤذيك.
بعد قرابة الخمس ساعات في المشفى، تحسنت صحتي نوعاً ما، وجاء يوم الخميس، يوم الزفاف ، اجتمعت صديقاتي، مع بنات العائلة صباح الخميس في بيتنا، وأخذوني إلى مركزٍ للتجميل في القرية، كان الجميع مبتهج ويضحك ويغني، ما عدايّ فرغم كل الأصوات المتداخلة كنت أشعر بوحدة قاتلة، لم أكن أشعر بمن هم حولي، فقط مزيج من الأصوات والوجوه والقهقهات، أتصنع أمامها الإبتسامة كلما حدثوني بشيء، الشعور الوحيد الذي شعرت به أنني أشبه دمية الخيوط التي يحركها الاخرون، أدخلوني إلى المركز،صففوا شعري، وجملوني بالمساحيق، ولبست الفستان الأبيض الذي اشترته اختي، ثم وقفت أمام المرآة فرأيتُ شبحاً لنور
يتبع