💞نور 💞
الحلقة الثامنة
نور: كان العم ثم ثم هههه - كما يسمي نفسه- مؤنساً جداً، مرت ثلاثة أيام وما زال العم عزيز غائباً بسبب المرض، وحينما حاولنا الإتصال به للإطمئنان عليه كان هاتفه مغلقاً، فطلبنا من العم ثم ثم أن يبلغه سلامنا، والذي كان بدوره يدخل على قلبنا السرور في كل صباح، وفي طريق العودة أيضاً. وفي اليوم الثالث، ودّعت الفتيات العم ثم ثم وأخبروه أنهنّ سيفتقدنه كثيراً، حيث أنه ليس لديهنّ جامعة في اليوم التالي، إلا أنا فقد كان تخصصي الوحيد المختلف عنهن، حيث كنّ جميعهن في كلية التربية ولم يكن لديهن أي امتحان في يوم الخميس، أما انا فكان تخصصي إعلام، وكان لديّ امتحان مهم جداً في اليوم التالي، ولذا فقد اكدتّ على العم ثم ثم أن يأتي في الموعد ذاته ليقلني للجامعة كما كلّ يوم.في المساء وبعد أن أعددت لنفسي كوباً من القهوة التركية التي أعشقها، جلست في صالون المنزل لأغير جو قليلاً، فكلكم يعلم كيف أنّ أجواء الإمتحانات ضاغطة، وما هي إلا لحظات حتى قُرع جرس الباب، فهممت لأعرف القادم، وإذا به جابر، فأسرعت لوضع الحجاب على رأسي وفتحت له الباب، وإذا به يطلب مني سريعاً أن أغير ملابسي لنخرج ونغير جو سوياً، فسألته : أين ؟ فقال : لا عليكِ، ألبسي بسرعة، فاعتذرت بأدب: جابر، آسفة لا أستطيع فيوم غد لديّ امتحان تخصص مهم ولم أكمل دراسة بعد" فردّ عليّ مستهزئاً: أيّ دراسة هذه التي تشغلين نفسكِ بها! لن تكوني محتاجة لها، فالخير كثير والحمد لله" بصراحة تعجبت من رده، وطريقة تفكيره، فأجبته :" ولكن طموحي كبير يا جابر، وأنا أحب تخصصي جداً، وأحلم بالكثير الكثير، ولا علاقة لذلك بالمال" فقال محاولاً تغيير الموضوع:" هذا الموضوع سابق لأوانه الآن، دعينا نمشي بسرعة، قبل أن يتأخر الوقت"
فكررت اعتذاري، ما جعله يغضب ويخرج دون أن يقول حتى : وداعاً. استلقيت على الكرسي الهزاز الموجود