الحلقة الخامسة

1.7K 38 0
                                    

💞نور 💞
الحلقة الخامسة

نور: عدتّ ذلك اليوم من الجامعة بمزاج متعكر، وحالما وصلت اتصل بي جابر كعادته كل يوم بعد عودتي ومنذ أن ألبسني المحبس، ففي عُرف قريتي أنني أصبحت خطيبته ولنا حق الخروج معا والتحدث حتى دون عقد قران،
أهلاً نور كيف حالكِ، ما بال صوتكِ، أشعر أنكِ لست على ما يرام، هل ثمة مكروه أصابكِ
هكذا شعر جابر من صوتي، ولم أحاول أن أبين له ما حدث في الحافلة مع إبنة خالته نهى، إلا أنني تفاجئت أنّ نهى اتصلت به، وقلّبت الحقائق، وبينت له أنني من صرخت في وجهها، وإذا به يسترسل قائلاً: هههه سعدت جداً أنك فعلت ذلك بها، بصراحة أمي تريدني أن أخطبها، وأنا أحبكِ أنتِ، وهي أيضاً تحاول أن تختلق أي مناسبة للتحدث معي، ولكن لا تخافي حبيبتي، فقلبي معكِ أنتِ،
بصراحة كنت مصدومة من كلامه، ولم أعلق، "ألو نور، هل انتِ معي"
نعم جابر، معك"
" ما رأيك ان أصطحبكِ الليلة إلى المقهى الجديد في القرية المجاورة، يقولون أنّهم سيستضيفون مغنٍ بمناسبة الإفتتاح"
حاولت أن أتهرب من دعوته، فمثل هذه الحفلات لا تستهويني، وحتى لو أحببت يوماً أن أستمع إلى شيء فأحبّ أن أسمع أغانِ معينة، وأحبّ أن أسمعها وحدي، وفي جو هاديء،ولكنني لم أفلح في محاولة الإعتذار، ورافقته ليلتها إلى المقهى، حيث كان المكان غير مريح أبداً، الأجواء مختلطة، والدخان يملأ المكان، وقد أصبت بنوبة سعال فأنا غير معتادة على التدخين، كما أنّ الأصوات الصاخبة أصابتني بالدوار، ومع ذلك تحملت وكنت أكلّم نفسي: هل أنّه عليَّ أن اعتاد على مثل تلك الأجواء حينما نتزوج؟! المهم أن ذلك اليوم كان بالنسبة لي يوما شاقاً جداً وحمدتّ الله أنه كان ليلة إجازة، فما إن أوصلني جابر حتى عدت مباشرة إلى غرفتي لآخذ حماماً ساخناً وألبس طقمي القطني وألقي بجسدي على السرير وأنا أكاد لا أصدق أنني أخيراً سأنام، وتوقعت أنني ومن شدة تعبي سأنام مباشرة، إلا أنني ظللت أتقلب يمنة ويسرة، أفكر في كلّ ما حدث، ومن ثم استرجعت اليوم الذي زارنا فيه عمي اسماعيل وعائلته، وكيف أنني وفي غمضة عين ألبست المحبس وأعلنونني خطيبة جابر،حتى أنهم لم يأخذوا رأيي ولو مجاملة، لا بأس كبرت وأنا أسمع نور لجابر وجابر لنور، ولكن آآآه، لا بأس يا نور، - حدثت نفسي- يكفي الفرحة التي رأيتها ارتسمت على محيا أمي وأبي" أذنّ الفجر، ولأول مرة أشعر بالأذان وبكلماته تخترق قلبي: حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على خير العمل، الله أكبر كان صوت المؤذن يشدني إلى إحساس غريب جديد لم ينتابني قبلاً، لطالما صليت صلاة الصبح قبل ذهابي إلى الجامعة، وكانت في الأغلب قضاء، اليوم حينما توضأت وفرشت سجادتي انتابني شعور أنّ الله خصني بدعوة ربانية لغاية ما
يتبع

نورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن