جزء 17 | ميت أم ماذا ؟

1.2K 121 69
                                    


تبدو الغابة غريبة قليلا ً، موحشة بعض الشيء ، مخيفة كثيراً و بشدة

كانت مألوفة كأنني رأيتها من قبل ...
ساعات الغروب الأولى بدأت و كنت أحس بالظلام يشتد أكثر
كيف أصبح الوقت ليلاً و لقد اتينا في الصباح الباكر ؟ الإجابة أنني أضعت الطريق في الغابة
أنا متأكد من تذكري لطريق العودة ، و لكن في كل مرة أسلك طريق العودة كما حفظته ، أتفاجئ بأشجار و مساحات أكبر و أوسع و أصوات همسات تجعل جسدي يقشعر مع هذا البرد الذي ينهش عظمي
توقف كل شيء عندما أحسست بغصن شجرة كبير يرتطم في وجهي ، لأفقد توازني و أتوقف عن الإحساس بما يسير حولي
.
.

وجدت نفسي أسير داخل نفق مظلم جداً ، في نهايته ضوء جميل لامع ، كلما اقتربت منه أكثر ، كلما أحسست بالطمأنينة أكثر
الهدوء التام كان قابعا في هذا النفق ، ما إن دخلت في الضوء حتى أحسست بالتموجات من حولي و النفق من ورائي يختفي
كأنني دخلت لعالم جديد
أول خطوة خطيتها استطعت رؤية العديد من الأشخاص ، و كأنني كنت منوما ، سرت بدون تخطيط بوجهة محددة و هي اتجاههم ،
جدي ، جدتي ، واليها ، عمتي رايفن ، خال والدي و جميع أعمامه ، عصفوري ماين
كلهم أشخاص ليسوا على قيد الحياة ...
كانت لدي رغبة كبيرة في سؤالهم عما يحدث أو أين أنا ، لكن لساني قد شل و لم يكن صوتي ظاهراً
لذا استغللت هذه اللحظات بعناقهم و النظر في وجوههم على أمل بأن أراهم دائماً ..
كان هذا العالم ملونا و غريباً ، الغيوم مكعبة الشكل ، الشمس هرمية ، الأعشاب باللون الأزرق ، الأشجار حمراء دموية

بعد أن ودعتهم ، و بلا أي تخطيط كان جسدي يسير إلى بوابة حديدية غريبة من نوعها ، فتحتها
و كانت الغابة التي أتيت منها ، مشيت كثيراً و تفاجأت بأشباح طائرة لمخلوقات عجيبة حتى وصلت إلى جسد ملقى على الأرض و اتضح أن كان جسدي !
_____
نظرن خلفي ﻷتفاجئ باختفاء البوابة
نظرت إلى نفسي فكنت شبه خفي ، كأنني شبح أو روح و قد خرجت من جسدي ، أستطيع رؤية ماذا يوجد من خلفي من خلالي
لا أعلم ما يحدث حقاً ؟
همس صوت في أذني
:"هل تعلم ماذا سأفعل ؟ " أدرت وجهي لأرى الفتاة الغريبة ماندا
:"ماذا ؟ " أجبتها بعد بلع ريقي
قال بجملة بسيطة
:"سأدخل إلى جسدك و سأنتقم "
صدمت و لم أفهم ما قالته ،
فتفاجئت بها تعود عدة خطوات إلى الخلف أثناء تلفظها ببعض الكلمات الغريبة ، ترفع يديها للأعلى كأنها تصفق ، ثم ركضت سريعاً و قفزت في الهواء عالياً
لتسقط داخل جثتي و تختفي
كان فكي مفتوحاً على آخره مما ظهر أمامي
فنزلت إلى مستوى الجثة
زادت صدمتي عندما شاهدت عيني فتحتا ليتحول لونهما للأسود ، ثم ابتسم ابتسامة شيطانية
و نظر مباشرة لعيني وقال بنفس صوتي
:"استمتع بالجحيم !"
شهقت أثناء اتخاذي عدة خطوات للخلف
قام جسدي ، الذي يحتوي على روح ماندا على ما اعتقد ! بالركض بين الأشجار الكثيفة
مما جعلني أركض ورائه أو ورائها لا أعلم ماذا بالضبط ، يجب أن ألحق بهم ، لكنني أضعتها وسط الغابة المتشابكة فعدت للمكان الذي كان فيه جسدي ، كان هناك جسد فتاة أيضاً !
بيضاء بشعر أسود غزير و عينان لم أعلم لونهما فهما مغلقتان
و ترتدي رداء أبيض طويل ، ماندا كانت بهذه المواصفات !
كانت ساكنة و لا تتحرك ، ( لا تتنفس ) لكن على جبهتها ورقة صفراء مطوية ، ما اللعنة ؟
أخذتها و قرأتها و كانت كالتالي
:" عزيزي زين..
أتمنى أن لا تمانع ، فلقد استعرت جسدك لبعض الوقت و سوف أعيده لك على كل الأحوال ، هذا جسدي بالمناسبة و هناك طريقان بالنسبة لك و عليك الإختيار
الأول بأن تظل روحا وحيدة عالقة في هذا العالم الكبير ، بلا هدف و لا غاية إلى أن أنفذ مهمتي و هذا سيترتب عليه عواقب وخيمة

الثاني بأن تصبح روحك داخل الجسد الذي أمامك ( جسد ماندا )
و الذي يحتوي على أرواح أخرى أيضاً ، هذه الأرواح هي أرواح البئر القديم ، منذ أربعة عشر عاماً و أنا أتحكم بها لأجعلها تمتنع عن التغذي على جميع البشر في العالم و أعتقد أنه انتهى دوري في ذلك ، هذه مهمتك من الآن !
نعم مهمتك ، معك وقت قصير جدا جدا لتختار ، أتعلم لماذا ؟
ﻷنه بعد ذلك الوقت ستبدأ أرواح البئر التي في جسدي ( الذي خرجت منه ) بتناول جميع أهل القرية ثم ستنتقل للعالم أجمع ..
هذه الأرواح ليست لعبة صغيرة أو حيوان أو أي كائن حي لتأكل ثم تشبع ، ليس لديها حد للشبع ، و لقد عملت على مقدار أربعة عشر سنة أن أجعلها تأكل فقط كل ثلاثة أسابيع ،
لسوء حظك هي تفضل البشر . و لا تستطيع تناول غيرهم
و لحسن حظك أنني أطعمتها آخر مرة منذ يوم لذا معك ثلاثة أسابيع قبل أن تضطر للبحث عن فريسة بشرية
أما إذا اخترت الخيار الأول فالعواقب كما قلت سابقاً هي كارثة عالمية ..
إذا اخترت الثاني فيجب عليك فعل ما أنا فعلت و هو أن تبتعد مقدار خمس خطوات قل هذه الكلمات بصوت منخفض ثم اركض و اقفز على الجثة

.. أعطني الخلاص ..
..و خذ مني الحواس..
..خذ الروح و اترك الملموس ..
..بقوة العالم الآخر ..
.. اجعل روحي تخرج..
..إلى مكان أجمل..
..إلى جسد آخر..

مع كل الكره
ماندا العزيزة

_________

فكرت مطولاً و لكن في أسرع وقت قررت أن أختار الخيار الثاني ، لم اخترت أصلاً ؟
لا أعلم ، قد تكون تكذب و تألف ذلك الكلام ، و قد تكون تقول الصحيحة ، كل ما أهتم له الآن هو أن أنهي هذا الأمر
كيف أصبحت هكذا روح عالقة ؟ كيف أتأكد من كلامها
لا أعلم بالفعل ..

__________

النهاية
ما هي توقعاتكم ؟

أتمنى أن ينال إعجابكم *-*
مع كل الحب ♡-♡















S.C.S | أسرار مدينة النجوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن