part 47

57 3 17
                                    

"ايما! " قال سارا واخذتني بحضن كبير بعد ان فتحت لي باب منزل زين  ، تشدّ ذراعيها حول اكتافي ،تعبيراً عن شوقها اليّ

"اشتقت لك جداً " قالت وهي تبتعد عن حضني ،وتمسك بوجنتي
"وانا ايضاً سارا " ابتسمت لها بالمقابل  ، ثم ظهر زين ينزل السلم توقف في نهايته ، ينظر الي كما افعل انا ، و نظرات سارا المترقبة تنتظر اي مبادرة مني او منه
ولكن يبدو ان النظرات الان هي من تحكم قراراتنا ، فانا اراجع بعقلي ما مررنا به و ما مرّ به زين على وجه التخصيص ، قاعتقد انه اكثر من تأذى من افعال ابي ، ان كان يصح ان يقال له ابي
اراهن انه يقوم بنفس الشيء ، يعيد بعقله ما فعله به  وبانه فضلني عنه ، وتركه للايام ، يفكر انني الفتاة التي اخذت حقها على اكمل وجه على حسابه و حساب حياته ، وبانني ايضاً صديقته التي لم يلقَ منها الا كل خير ، وهنا اقف في حيرة و رهبة مما سيقدم على فعله 

"اهلاً بك " قال اخيراً" اختي" واومات له بابتسامة كبيرة

شعرت براحة وانشراح صدري بعد ترحيبه ، يبدو منه ان الخلاف بيننا قد حل وان كل منّا حكّم عقله ، ووجد ان الخطأ هو خطأ ابي و هو من عليه ان يتحمل نتائجه
سيحاكم عليه بعد ان نجده  ، آمل ذلك

صدر ضحكة خفيفة من سارا مبتهجة من مبادرة زين "فلتدخلي " قالت وهي تضع يدها خلف ظهري وتدفعني بخفة للامام

جلست بجانب سارا على الاريكة بينما زين يواجهنا على كرسيً مخملي اسود اللون
"انا سعيدة بحضورك جداً ايما ، اخبريني ما احوال صحتك ؟" سالت سارا وهي تلتفت  بجسدها نحوي

"انا بخير ، لا اشعر باي الم ، وغداً لدي موعد مع الطبيب " قلت

"هذا جيد ، آمل ان تستعيدي صحتك"قالت" وما اخبار تلك الرسالة ، اعلم انها ليست من شؤوني ، ولكن يبدو انهم فعلاً خطرون ،احتاج ان اعلم لكي اطمئن عليكِ انت وزين " قالت بقلق  وهي تنقل نظرها بيني وبين زين

"لا باس ، لقد استطعنا حل الشيفرة و وجدنا عقد " قلت وانا اهز راسي بارهاق ، واتنهد

"اوه، حسناً وبعد ذلك ؟" قالت ومازال زين يسحب من لفافة تبغه وينفث الدخان ، صامتاً.

"حقيقةً لهذا انا هنا ، اردت ان اتحدث مع زين عن هذل الامر " قلت وانا انظر اليه، فرفع نظره بسرعة الي و اطفأ اللفافة

"اوه فهمت ، حسناً ساحضر قهوة و احتاج ان احادث ايفا " قالت سارا لتفسح لنا مجالاً للحديث 'الاخوي'

"حسناً ،اوصلي لها تحياتي"

"سافعل" صاحت وهي تخرج من الغرفة باتجاه المطبخ
بينما نقل زين مكان جلوسه الى الاريكة جواري

اخذت نفساً عميقاً و تنهدت وانا امرر يدي خلال شعري "اخبرك سيريوس عن العقد اليس كذلك ؟!"

reason to stay aliveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن