رائحة السجائر تملأ المكان ،واعقابها موزعة على سطح طاولة صغيرة امام مكعبات قش كبيرة ،كالتي جلسنا عليها سابقاً ..لم اكن اعلم انه يدخن
اكثر ما صدمت به ان على الطاولة كان هناك زجاجات من البيرا
وهو لم يشرب ويثمل من قبل ،هذا اثار بي الفزع بان هاري حقاً في ظرف سيء جداً دفعه الى الثمالة لنسيان ظرفه مدة من الزمن..تقدم هو وجلس على المكعبات القشية ، يكمل ما تبقى من لفافة التبغ خاصته
ببطئ يسحب من اللفافة ليدخل النيكوتين في جسده ،ثم يفرق شفتيه ليخرج من بينها دخان التبغ وهو ينظر للارض"لم اكن اعلم انك تدخن.." قلت "وتشرب ايضاً"
نظر الي لبرهة ثم رفع نظره لنافذة الاسطبل ،ينظر خارجاً بعيداً عني
"وها انتِ قد علمت " قال ببردو وهدوء ،اثار ثمالة واضحة على صوته الاجش تاثير السجائر"لمَ لم تكن بجانبي في الايام التي فاتت" قلت وانا الف ذراعاي امام صدري
"ظروف" قال ببساطة.
"ماهي تلك الظروف ؟ هل عائلتك بخير"
نظر الي مطولاً فور ما انتهيت من سؤالي، ثم اطلق ضحكة خالية من الفكاهة
"امم، هل هناك مشاكل اذاً بينك وبين احد الاصدقاء " قلت وانا اتجه للجلوس
"لا"
"اذاً مع صوفيا "
"لمَ انتِ هنا؟!" قال وهو يفرك وجهه بيده التي يحمل بين اصابعها لفافة التبغ
صدمت ،هل هو يسال ذلك وهو بكامل قواه العقلية ،بعد قرابة الخمس ايام دون معرفة اي شيء عنه ،يسالني لم انا هنا ؟!
كنت اعتقد انه ليس بخير وهو فعلاً ليس كذلك
هاري لا يدخن ،هاري لا يثمل ، هاري لا يتصرف ببرود معي (كون مثل هاري احم سوري)ووجه هاري لم يكن بهذا الشحوب سابقاً و عيناه لم تكن معتمة تحمل هالات سوداء حولها
،هو سالني عن سبب وجودي هنا ،وانا جئت لاني اهتم به ،اهتم بكونه بخير ام لا ،اهتم بكونه سعيد ام لا ، وبتُ هكذا من الوقت الذي غضب به لاني لم اخبره بجاستن ،لانه كان الوحيد الذي بجانبي ولاني لا اريد خسارته باي وقت قريب
كنت اقلق واشعر بانقباض قلبي ان شعر بالغضب بسببي او بسبب اي شيء اخر
بتُ اهتم به عندما ظهر باي وقت كنت بحاجته ،وعندما جعلني سعيدة في اوقات كنت اكره بها نفسي
وعندما شجعني على العلاج لمواجهة السرطان بكل قوة ،مذكراً بانه بجانبي دوماً ليحملني عندما اقعبتُ اهتم به عندما كان واصبح سبباً للبقاء على قيد الحياة
لذلك ،سادعه يغضب قليلاً ثم يهداً ليفسر لي سبب هذا التغير المفاجئ ،لاني لا اريد منه ان يتصرف هكذا
وساتجاهل ما سبب سؤاله في نفسي من صدمة واخراج وجرح

أنت تقرأ
reason to stay alive
Aléatoireما هو افضل قسم من رواية طعام صلاة حب! ؟ هي : طعام هو : حب. انا ذاكرتك... ساكون سبباً لبقائك على قيد الحياة.. رغم انه لا يكفي البقاء دون امل و حب .. ...