part 50

52 4 45
                                    

"انها انت ايما ، انت من كسرت قلبي دون ان تعلمي ذلك ، وجعلت منه يشتعل ناراً في كل مرة اراك فيها " قال هاري ووجهه ممتلأ بالدموع كما هو الحالي لدي ..

بقيت عدة دقائق في صمت وانا احاول استياعب ما قاله هاري للتو ، هل هذا فعلاً حقيقي !!
اذاً كل ما رايته في احلامي كان حقيقة ، وقد عشته سابقاً ، ولكن لماذا كنت اراه فقط عند نومي ، لمَ لم اتذكره كما تذكرت والدي؟ ...
لم كل الاشياء الجميلة تنتهي ؟!
هل كان من الضروري ان ادخل في هذا العذاب و ان افقد ذاكرتي ، كنت لاحارب والدي لاجل هاري ،لو انني فقط لم..

"كيف.. كيف التقيت بي اذاً؟" قلت بصوت باكٍ مهزوز ، بعد ان حاولت استجماع قوتي ، وانا امسح على راسي

"لقد وردني اتصال من سيريوس ، لم اكن اعرف صوتها عندها ، واخبرني بانك ستسافرين الى لندن ثم اغلق ، بقيت مستيقظاً وانا احاول اقناع نفسي بانه عليك ان تكملي حياتك من دوني ، و ان علي المضي قدماً في حياتي ، انت حتماً ستبداين حياتاً جديدة هنا ، و ستكونين اصدقاء و سيعجب بك شخصاً ما و ستحبينه وهذه الفكرة وحدها ادخلت الغصب و الرعب و التملك الى قلبي ، لا اعلم كيف وصلت الى مطار نيويورك و حجزت الطائرة ذهاباً واياباً في نفس الوقت ، وعندما صعدت الطائرة طلبت من الشخص الجالس بجانبك ان يغير مكانه مقابل ساعتي الثمينة ، و عندها تكونت الفكرة في راسي ان اجعلك تقعين في حبي من جديد بان ابدا معك تعارفاً بسيطاً  ليصبح صداقة ثم حب
لقد اعتقد في نفسي انك ستحبينني من جديد وان الحب الاول و الحقيقي لا يموت مهما تغيرت الظروف ، لكن وبعد ان تعرفت بك كل ما كنت اتلقاه منك كان كلمة اخي ، لم تدركيِ انت كم كان لها وقع لاذع مقزز على مسامعي ، وكم اردت الابتعاد عنك حتى لا اسمعها ثانية ، ولكني لم استطع قط..
كم كانت فرحتي سعيدة عندما وجدتك تقراين رواية طعام صلاة حب ، قلت في نفسي بانك بقيت تحملين نفس الصفات و العادات ، ولكن بعض الامور تتغير "

شهقت باكياً من حديثه المؤلم ، لم اكن اعتقد انه فعل كل ذلك من اجلي ، وانه استطاع كسب ثقتي به ثانيةً و جعلي احبه...
ولكنني ما زلت في حيرة من امري ان كنت فعلا، احبه ام انها مجرد مشاعر اخت لاخيها ، صديقة لصديقها .

"يا الهي هاري هذا مؤلم ، لقد كانت لدي حياة مختلفة سابقاً ، وتغيرت الان ، اصبحت املك واحدةً تختلف عنها من كل النواحي" فلت وانا ابكي بصوت عالٍ بعيداً عن هاري من يضع راسه بين كفيه

"لكنها لم تختلف من ناحية حبي لك " نهض من مكانه وهو ينظر الي ، بينما انا اقف بعد ان تمالكت نفسي واحاول استيعاب ما يقول
"لا يمكنني.. احتاج الى الهواء" هززت راسي تفياً و خرجت من باب الغرفة ركضاً بينما هاري تبعني حتى خرجت من بابا المنزل ، وقفت واستنشقت الهواء بعمق محاولةً كبح دموعي التي لم تكف عن النزول في هذه الفترة اللعينة
ادرت نفسي ناحيته "كيف كنت .. اعني لقد تصادفت بك عدة مرات.. و.. لقد" قلت بتلعثم و اشعر بان الكلمات تضيع مني في كل مرة اجمعها ، لا يمكنني تقبل هذه الحقيقة ، انها مؤلمة و غريبة..

reason to stay aliveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن